الزوج المثالي و الزوجة المثالية
والزوج المثالي : هو الرجل الكفوء الذي تسعد المرأة في ضلاله ، وتنعم بحياة زوجية هانئة .
فليست الكفاءة كما يتوهمها غالب الناس ـ منوطة بالزخارف المادية فحسب ، كالقصر الفخم ، أو السيارة الفارهة ، أو الرصيد المالي الضخم .
وليس هي كذلك منوطة بالشهادة العالية ، أو الوظيفة المرموقة ، أو الحسب الرفيع .
فقد تتوفر هذه الخلال في الرجل ، وهي رغم ذلك لا تحقق سعادة الزوجة وأمانيها في الحياة ، كما أعربت عن ذلك زوجة معاوية ، وقد سئمت في كنفه مظاهر الترف والبذخ والسلطان والثراء ، وحنت إلى فتى احلامها ، وإن كان خلواً من كل ذلك : لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إلي من قصر منيف
ولـبس عباءة وتقر عينـي أحب إلي من لبس الشفوف
وخرق من بني عمي نجيب أحب إلي من علج عنيـف
فالكفاءة الحقة ، هي مزيج من عناصر ثلاث : التمسك بالدين ، والتحلي بحسن الخلق ، والقدرة على إعالة الزوجة ورعايتها مادياً وأدبياً . وبذلك يغدو الرجل كفئاً وزوجاً مثالياً في عرف الإسلام .
فعن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : «إذ جاءكم من ترضون خلقه ودينه ، فزوجوه ، وإن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (1) .
وقال الصادق (ع) : «الكفوء أن يكون عفيفاً وعنده يسار» (2) .
لذلك كان مكروهاً في الشريعة الإسلامية تزويج الفاسق ، وشارب الخمر ، والمخنث ، وسيء الخلق ، ونحوهم ممن لا يوثق بدينه وأخلاقه .
والزوجة المثالية : هي المتحلية بالإيمان ، والعفاف ، وكرم الأصل ، وجمال الخلق والخلق ، وحسن العشرة مع زوجها .
وقد صورت نصوص أهل البيت عليهم السلام خصائص النساء ، وصفاتهن الكريمة والذميمة ، لتكون علامة فارقة بين الزوجة المثالية وغيرها .
عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي (ص) فقال : «ان خير نسائكم الولود ، الودود ، العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحصان على غيره ، التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها ، ولم تبذل كتبذل الرجل» .
ثم قال : «ألا أخبركم بشرار نسائكم ؟ الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود ، التي لا تورع من قبيح ، المتبرجة غذا غاب عنها بعلها ، الحصان معه إذا حضر ، لا تسمع قوله ، ولا تطيع أمره ، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه ، كما تمنع الصعبة من ركوبها ، لا تقبل له عذراً ولا تغفر له ذنباً» (3) .
وعن أبي عبد الله (ع) عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله (ص) : «أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً» (4) .
وعن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : «من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب ، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله الله إليه ، فعليكم بذات الدين» (5) .
وقام النبي (ص) خطيباً فقال : «أيها الناس ، إياكم وخضراء الدمن» . قيل يا رسول الله : وما خضراء الدمن ؟ قال : «المرأة الحسناء في منبت السوء» (6) .
وقد نهى الحديث عن تزوج المرأة الوضيئة الحسناء اذا كانت من أسرة مغموزة في عنقها ونجابتها
_________________________
(1) الوافي ج 12 ص 17 ، عن الكافي .
(2) الوافي ج 12 ص 18 عن الكافي والفقيه والتهذيب .
(3) الوافي ج 12 ص 14 ، عن الكافي والتهذيب .
(4) الوافي ج 12 ص 15 ، عن الكافي والفقيه .
(5) الوافي ج 12 ص 13 ، عن التهذيب .
(6) الوافي ج 12 ص 12 ، عن الكافي والفقيه