من طرف الطبيبة الداعية الأربعاء يونيو 07, 2017 8:25 pm
أسرعت ذلك اليوم لإنجاز عملها رغبة في حضور محاضرة نسائية أعلن عنها، تلقيها إحدى الداعيات المعروفات بسلاسة الطرح، وضرب الأمثلة الواقعية وكان العنوان جذابًا فهو عن «السحر والشعوذة».
ولما جلست على كرسي في القاعة المكتظة، إذا بها تجد اللهفة والشوق من جميع الحاضرات لهذا الموضوع العقدي المهم، الذي بدأ يستشري ويظهر في كثير من المجتمعات لقلة الدين ولوجود العاملات في المنازل وكثرة السفر للخارج، مع ضعف في التوكل على الله عز وجل، وعدم المحافظة على تحصين النفس بالأذكار المشروعة وغيرها.
بدأت المحاضرة باسم الله تعالى والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، ثم عرفت السحر وحكمه وأنواعه وجزاء من فعله أو قام به، أو ذهب للسحرة والعرافين امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»( ).
ثم أسهبت في تعريف جانب يهم النساء، فقالت عن العطف، والصرف للأزواج: بأنه من أنواع السحر، ولو كان الدافع للعمل هذا حسن النية، بحيث تبرر المرأة عمل الشيطان حتى يحبها زوجها ويستقر حالها، ثم أردفت: السعادة لا تجلب بمعصية الله عز وجل.
وعندما رأت المحاضرة عيون الكثيرات نحوها قالت بيقين: وغالب النساء اللاتي يعملن السحر لأزواجهن يتم طلاقهن بعد حين من الزمن طال أم قصر، وهذه النتيجة هي من آثار معصية الله ورسوله، ومعاملتها بضد ما أرادت من السحر بأن شتت الله شملها، وفرق بينها وبين زوجها، وهذا من عقاب الدنيا فكيف بعقاب الآخرة؟!
انتهت المحاضرة، وتوالت الأسئلة لكنها سرحت بفكرها إلى من تعرف أنها آذت زوجها، وجعلت له نوعًا من سحر العطف والصرف... وتذكرت حياتها في أول الأمر وكيف آلت إلى الفراق والشتات، بعد عشرة هنية وحياة طيبة، فطلقت الزوجة وتشتت الأبناء وكرهها الزوج، وعندما قال للزوج أحد الناصحين ممن لم يعرفوا حقيقة ما جرى: اجعلها خادمة لأبنائك، وتزوج بزوجة ثانية وثالثة إن أردت، قال في نفسه وهو محق في قوله: كيف أطمئن لامرأة تعمل هذا المنكر؟ وأين لي الأمان في حياتي معها؟! ثم هل هذه المرأة مؤتمنة على تربية صغاري وهي تعصي الله عز وجل بأمر كفري؟!
طلقها، وكلما تقدم لفتاة أصابها أمر عجيب، فتتوالى أنفاسها ويضيق صدرها، ويتصبب عرقها، وتبكي ولا تنام فإذا قالت: لا، زال ما بها، وهكذا تقدم لعشر فتيات وعشرين والحالة واحدة! هم وغم، واضطراب حتى ينتهي الأمر.
حتى صرح له أب لفتاة تقدم لها أن في الأمر شيء وليست الأحوال طبيعية إطلاقًا أكثر من قراءة القرآن والأذكار المشروعة، واغتسل بالسدر وتحرى مظان الإجابة... ومرت السنة الأولى، والثانية، فإذا باللطيف بعباده يجبر كسره، ويجمع شمله، ويرزقه زوجة صوامة قوامة، أنسته شقاء السنوات الماضية، وكرب الليالي المظلمة، وفي كل يوم يحمد الله عز وجل أنها الزوجة التي يأمن معها على عيش الدنيا ويأمل أن يجمعه الله في الفردوس الأعلى
قصة من كتاب الله لطيف بعباده للكاتب عبد المالك القاسم