من طرف عبد الله تيسير الإثنين أبريل 11, 2011 4:48 pm
أدوات دراسة الحالة
للأستاذ عبدالله الحجاجي
تعتبر الدراسة الأداة العلمية التي يستعين بها الأخصائي الاجتماعي المتعامل مع الحالات الفردية لجمع الحقائق والمعلومات عن الحالة التي يتعامل معها وذلك بغرض الوصول إلى المعلومات سواء كانت عن شخصية العميل أو بيئته الاجتماعية .
والدراسة عملية ديناميكية تتحرك بالعميل من موقف الجهل بأبعاد الموقف إلى موقف الوضوح والفهم للعوامل التي تدخلت فيه سواء كانت عوامل شخصية أو بيئية .
والدراسة ليست عملية منفصلة في دراسة الحالة عن عمليتي التشخيص والعلاج و دائماً تتفاعل معها وتمثل الأساس بالنسبة للعمليتين اللاحقتين ، وهناك مجموعة من الاعتبارات نذكر منها :
* تمثل الدراسة بداية التعامل مع العميل و غالباً مايكون في موقف يتسم بالتوتر والقلق والصراعات والمشاعر المتباينة .
* تعتبر مجالاً لتطبيق المبادئ والأسس المهنية .
* تعتمد على مصادر متعددة لاستيفاء الحقائق الخاصة بالحالة .
تختلف مناطقها باختلاف كل حاله على حدة ويجب مراعاة ذلك .
* توع الأساليب التي تستخدم لجميع هذه المعلومات طبقاً للمصدر الذي يستقي منه المعلومات .
أساليب الدراسة :
ونعني بأساليب الدراسة هي تلك الوسائل التي يستخدمها الأخصائي الاجتماعي في حصوله على المعلومات والحقائق المرتبطة بالحالة ونعمل على توضيحها وإلقاء الضوء عليها .
ويتصل الممارس المهني بالمصادر المختلفة للحصول على حقائق دراسية خاصة بالموقف بأساليب رئيسة وهي :
1 - المقابلة بأنواعها المختلفة .
2 - الزيارة ( المقابلة الخارجية ) !!!!!!!
3 - المكاتبات أو ( الاتصالات الهاتفية ) .
4 - الاطلاع على المستندات والسجلات والثائق .
أولاً المقابلة بأنواعها : تعتبر المقابلة من أهم الوسائل التي يحصل بها الممارس المهني على حقائق الموقف الإشكالي من المصادر الأخرى .
كما أنها تعتبر وسيلة علاجية هامة لمواجهة الكثير من المشكلات التي تحتاج إلى إفراغ وجداني .
إذن فهي تمثل عصب عملية المساعدة والدعامة الأساسية لها .
وتعرف المقابلة على أنها اجتماع الأخصائي الاجتماعي بالعميل أوغيره وجهاً لوجه وهي طريقة يتمكن بها من تحقيق أهداف الدراسة عن طريق تبادل المعلومات الوافية .
والمقابلة قد تكون داخلية أو خارجية ، داخلية وهي تلك المقابلات التي تتم داخل المؤسسة ، والخارجية فقد تكون في العمل أو المدرسة أو المنزل أو أي مصدر من مصادر الحصول على الملعلومات .
ثانياً للمقابلة في خدمة الفرد ثلاثة أهداف رئيسية :
1. أهداف دراسية .
2. تشخيصية .
3. علاجية .
تتلخص الأهداف الدراسية للمقابلة في :
• وسيلة أساسية لنمو العلاقة المهنية .
• الأسلوب الأساسي للتعرف على حقائق خاصة بسمات العميل الشخصية والجمسية والانفعالية , العقلية , الاجتماعية .
• وسيلة لجمع المعلومات والوصول إلى الحقائق من مصادرها الأولية .
• وسيلة أساسية للإتصال المصادر البشرية من خبراء متخصصين .
أما عن الأهداف التشخيصية للمقابلة فتتلخص في :
أ*- وسيلة أساسية للوقوف على العوامل المسببة للموقف الإشكالي والمتعلقة بالسمات الشخصية للعميل .
ب*- وسيلة للوقوف على العوامل البيئية المتعلقة بالأفراد المحيطة .
ت*- وسيلة اساسية للوقوف على التاريخ التطوري للفرد المشكل .
ث*- وسيلة اساسية للوقوف على الظروف المختلفة المسببة للموقف الإشكالي .
أما الأهداف العلاجية للمقابلة فهي :
أ*- تعتبر وسيلة لتقوية ذات العميل .
ب*- وسيلة هامة لتعديل اتجاهات الأفراد المحيطين بالعميل .
ت*- وسيلة هامة للتنفيس الوجداني والتعبير عن المشاعر السلبية .
ث*- وسيلة سريعة للبت في الموقف الإشكالي في المقابلات الأولية .
ج*- تزيل عوامل القلق والمخاوف .
ح*- وسيلة اساسية للتعامل مع دفاعيات العميل .
ثالثاُ : أدوات المقابلة وأساليبها :
تعتمد المقابلة على أسس وأساليب وأدوات رئيسة منها :
أ*- الاستعداد النفسي للمقابلة .
ب*- الملاحظة .
ت*- الإنصات أو الاستماع الواعي .
ث*- الاستفهام .
ج*- التعليقات .
أولاً : الاستعداد النفسي للمقابلة :يجب أن يهيئ الأخصائي الاجتماعي نفسه للمقابلة ، وهذا يعني أن تتجلى عن المواقف أو المشاعر التي تؤثر على حالته النفسية والانفعالية أثناء المقابلة .
ثانياً : الملاحظة : نشاط عقلي يدور حول المدركات الحسية والإدراك الحسي يسبق الإدراك العقلي ، وتفيد الملاحظة على مايقوله العميل لفظياً ومالايقوله لفظياً .
وللملاحظة شروط أساسية وهي :
سلامة الحواس ، اليقظة وسرعة البديهة ، سلامة التقديرات والمقاييس ، التهيؤ النفسي والجسمي للمقابلة ، القدر على التمييز بين الصفات المختلفة ، الإدراك العقلي ، عدم التحيز ، النضج الإنفعالي .
ومن أهم مناطق الملاحظة هي :
1 – ملاحظةالجوانب الجسمية :
وهي تشمل الجوانب الخارجية المظهرية من حيث الملبس والنظافة والطول والبدانة أو القصر إلخ وكذلك المظاهر الصحية الواضحة مثل العاهات الظاهرة أو الأزمات العصبية والتهتهة وغيرها .
2 – الجوانب النفسية والانفعالية :
وهي انفعالات واضحة ومقنعة :
الواضحة : مثل الغضب والحزن والخوف والقلق والكراهية التي تظهر في نبرات الصون والحركات العصبية كالبكاء إلخ .
المقنعة : هي خلق أساليب المقاومة المختلفة مثل إنكار الغضب بإفتعال المرح أو إسقاط كراهيته لشخص معين باتهام الأخصائي بكراهيته له أو تحويل خبرات سابقة حباً أو كرهاً على أنماط بعينها تعيش الآن .
3 - الجوانب العقلية والمعرفية :
القدرة الإداركية العامة من حيث تمتعه بقدرة الذكاء الاجتماعي أو الإدراك الواضح الواقعي لمشكلته والقدرة على التفكير المنطقي والقدرة على التركيز والانتباه والتسلسل المنطقي في الحديث .
4 - الجوانب السلوكية والاجتماعية :
أسلوب العميل في الحديث وطريقته في عرض مشكلته ومظاهر التهويل والمبالفة والاستكانة والتضليل ومدى تمتعه بصفات الصدق والأمانة والقيم الأخلاقية العامة والاتكالية والعناء والعدوان والخضوع والتشكك او التسلط .
5 - ملاحظة نمو العلاقة المهنية :
أي ملاحظة أسلوب تجاوب العميل ومدى ارتياجه للأخصائي الاجتماعي أو لدور المؤسسة وثقته بها .
6 – ملاحظة لحظات الصمت :
أي ملاحظة الفترات التي يصمت فيها العميل ومحاولة تفسير اسباب ذلك .
والملاحظة لا ترتبط بالمقابلة الداخلية بالمؤسسة بل تمتد لتشمل أيضاً جوانب متعددة في المقابلات الخارجية في المنزل أو مكان العمل ، كأن يلاحظ العميل في أسرته وعلاقته بهم وأسلوبه في التعامل وانفعالاته المختلفة وانفعالات المحيطين به كما يلاحظ المكان والاهتمام بنظافته وغيرها من الأمور الظاهرة , كما يلاحظ العميل أيضاً في مكان عمله من حيث علاقاته بزملائه ومرؤوسيه ومشاعرهم نحوه أيضاً .
ثالثاً : الإنصات الواعي أو الاستماع الجيد المتجاوب :الإنصات الواعي أو الاستماع الجيد المتجاوب يعني الحوار المعني والتجاوب المتبادل بين العميل والأخصائي باستخدام أساليب مختلفة منها التعبير ، الايماءة ، التعليق القصير ، أو بإعادة بعض عبارات العميل .
فالإنصات الجيد يحقق القيم المهنية الآتية :
أ-يوحي للعميل بأن وقت الأخصائي من حقه ولديه الفرصة لتنظيم أفكاره وعرض مشكلته بالطريقة التي يراها هو .
ب-يحقق الانصات الجيد اعتبار الذات ويشعر العميل بقيمته مما يجعله أكتر تعاوناً واستجابة للأخصائي الاجتماعي .
ت-وسيلة هامة لملاحظة العميل من جميع جوانبه .
ث-وسيلة هامة لتفهم جواتب الموقف الاشكالي وحقائقه .
ج-وسيلة تساعد الأخصائي على استجماع أفكاره وتقييمها .
ح-كما أنه يساعد على الاستقرار النفسي والمهني للأخصائي الاجتماعي .
خ-تعتبر وسيلة علاجية هامة مع الأنماط المضطربة الشخصية الذين حرموا من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ، فهو وسيلة لتفريغ الشحنات والانفعالات السلبية .
ويتطلب الانصات مهارات معينة أهمها :
أ-إشعار العميل بأن الأخصائي ينصت له بقلبه وعقله .
ب-حس مرهف من قبل الأخصائي لكل ما يعبر عن العميل .
ت-تجاوب لكل ما يقوله من أفكار .
ث-تحرير الطاقات الصحية والنفسية للأخصائي الاجتماعي .
ج-التخلص من المشكلات الخاصة الاجتماعية أو مشكلات العمل وماشابه ذلك .
رابعاً : استخدام أساليب الاستفهام :الاستفهام وسيلة هامة من وسائل المقابلة للتعرف على حقائق هامة عن الموقف الإشكالي فالأسئلة هي المثيرات المباشرة التي تدعو العميل إلى استجابة معينة .
ولذلك نتسائل هنا عن متى يوجه الأخصائي الاجتماعي الأسئلة إلى العميل ؟
1.تبدأ الأسئلة عندما يتنهي العميل من كلامه .
2.عندما يكون العميل من النوع الحذر الذي لايتحدث إلا بقدر ويلتزم الصمت منذ البداية .
3.ألا تكون الأسئلة متكررة وتأخذ شكل الاستجواب .
4.عندما يريد الأخصائي استجلاء بعض المواقف الهامة عن الموقف الاشكالي أو بيانات محددة .
5.أن يكون الاستفهام وسيلة لإشعار العميل باهتمام الأخصائي الاجتماعي .
6.الاستفهام لتحقيق أهداف علاجية للمضطربين نفسياً أو الشبه عصبيين وضعاف العقول والذين يخافون الغرباء أو الأطفال الذين يعانون من عيوب الكلام .
7.تحويل المناقشة من موضوع إلى آخر وخاصة مع العملاء الثرثارين .
ولذلك هناك شروط أساسية يجب أن تراعى عند إلقاء الأسئلة وهي :
1.ألا يكون السؤال مباغتاً لتفكير العميل بحيث يقطع تسلسل أفكاره خلال سرده لحقائق الموقف .
2.ألا يكون السؤال محبطاً لمشاعر اللحظة التي يعيشها العميل .
3.أن يكون للسؤال هدف واضح في ويشعر العميل بهذا الهدف .
4.يراعى التدرج الهادئ في توجيه الأسئلة التحويلية .
5.مراعاة الصياغة المناسبة للأسئلة ’ فالسؤال يكون بسيط وواضح ويكون مفتوحاً قدر الإمكان مع تحنب الأسئلة الملتوية او الايجابية أو الساخرة .
6.مراعاة أن طريقة إلقاء السؤال تحدد معناه _ حيث اختلاف حدة الصوت وسرعته ونبراته ونغماته أو تركيز على تقطع أو مط كلمة أو التوقف الفجائي ، لذلك يجب مراعاة الطريقة التي يلقى بها السؤال بحيث يحقق الهدف منه .
لذا فإن الأسئلة الجيدة هي :
1.الأسئلة غير المحددة أو الشاملة أو المفتوحة .
2.الأسئلة التفسيرية .
3.الأسئلة الوصفية .
4.الأسئلة الاختيارية .
5.الأسئلة التأكيدية .
6.الأسئلة المباشرة .
7.السئلة التي تقود إلى إجابات معينة .
8.الأسئلة غير المباشرة . ؟؟؟؟
9.أسئلة العملاء .
خامساً : التعليقات :
يمثل الاستفهام الجانب العقلي في المقابلة أما التعليقات فتمثل الجانب الوجداني ، فالتعليقات هي الوسيلة لقيام التفاعل الوجداني بين الأخصائي والعميل .
والقيمة المهنية للتعليقات :
1.أسلوب أساسي للإتصال المهني بين الأخصائي والعميل وتكون العلاقة المهنية .
2.أسلوب أساسي للتجاوب العقلي و الوجداني .
3.أسلوب لتشجيع العميل للإنطلاق والاستثارة خلال المقابلة .
4.وسيلة أساسية لتوجيه المناقشة والموضوعات لوجهة معينة كما يراها الأخصائي الاجتماعي .
فالتعليقات هي لون من التجاوب تطلق في حدود مناسبة متزنة من قبل الأخصائي الاجتماعي .
عدل سابقا من قبل عبد الله تيسير في الإثنين أبريل 11, 2011 4:56 pm عدل 1 مرات