الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تضاعف الحسنات، وبمنته تتنزل الرحمات، وبعفوه تمحى السيئات، له الحمد - سبحانه وتعالى - ملئ الأرض والسماوات، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه، هو أهل الحمد والثناء لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد على كل حال وفي كل آن، حمداً يوافي فضله وإنعامه، وينيلنا رحمته ورضوانه ويقينا سخطه وعذابه، ونلقى به أجراً ويمحو به عنا وزراً، ويجعله لنا عنده ذخراً.
والصلاة والسلام التامان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين، خاتم الأنبياء والمرسلين سيد الأولين والآخرين، إمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، نبينا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، أما بعد:
سلام الله عليكم ورحمته - تعالى - وبركاته، ونسأل الله - جل وعلا - أن يفتح علينا فتوح العارفين، وأن يفتح علينا فتحاً تطمئن به قلوبنا وتسكن به نفوسنا، وترشد عقولنا، وتحسن به أقوالنا، وتصلح به أعمالنا، وتخلص به نياتنا، إنه - سبحانه وتعالى - ولي ذلك والقادر عليه.
مفاتيح الفاتحة... عبر محاضرات متتالية في تلك المنازل والمدارك العظيمة، وكلها مستمدة من الفاتحة وراجعة إليها ومستفادة منها، ولعلنا في هذا المقام اليسير في وقته نقدم بأنه لا يمكن أن يوفى مثل هذا الموضوع حقه، وحسبنا أن نقف وقفة أولى مع عظمة هذه الفاتحة لنرى أنها عظمة بلا حدود، ومن ثم يتكشف لنا أن الوقوف عند كل ما تستدعيه من المعاني والكشف عما فيها من أسرار فضلا عن التحقق بما فيها من الواجبات والإرشادات أمر ليس بالسهل اليسير إلا على من يسره الله له، وليس بما يمكن أن يسجى فيه القول أو يرسل فيما دون أن يكون أفضل وأكمل وأعظم في استناده إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلام أهل العلم.
فضل سورة الفاتحة:
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد المعلى - رضي الله عنه -: أنه كان يصلي في المسجد فناداه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجب، ثم أتم صلاته وذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: ما سمعت ندائي، قال: بلى يا رسول الله ولكني كنت أصلي، قال: ألم تسمع قول الله - جل وعلا -: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم).
ثم قال له: (لأعلمنك - أو لأعلمنّك - أعظم سورة من القرآن قبل أن تخرج من المسجد)، قال: فأخذ بيدي فجعلت أتباطؤ فقلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن فقال - صلى الله عليه وسلم -: (نعم، (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
فهذا نص ظاهر واضح في عظمة هذه السورة، وأنها أعظم ما في القرآن، وكلنا يعلم أن القرآن هو أعظم كلام لأنه كلام الرحمن - سبحانه وتعالى -، وهذا مما قال العلماء: " إنه يجوز فيه التفاضل بين بعض القرآن وبعضه الآخر كما ورد في مثل هذا الحديث وغيره ".
وروى الترمذي كذلك من حديث أُبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) قال الترمذي: حسن غريب، ورواه النسائي كذلك.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أُبيّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لي: (أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟! )، قلت: بلى يا رسول الله، فسألته قلت: ما هي، قال: (ما تقرأ في صلاتك؟! )، فقلت: (الحمد لله رب العالمين) قال: قرأتها حتى ختمتها، فقال: (هي هذه).
لا شك أننا نقف متحيرين مبهورين أمام عظمة كلام الله رب العالمين وعظمة هذه الفاتحة المخصوصة بهذا التعظيم في كل ما أنزل الله - عز وجل - في كتبه العظيمة على رسله وأنبياءه عليهم صلوات الله وسلامه، وهذا القول في عمومه، فإن جئنا إلى بعض التفاصيل وجدنا أن للفاتحة كذلك من الفضائل والخصائص ما هو جدير بالعناية والاهتمام وما هو ملفت للعظمة المتناهية لهذه السورة.
فقد روى البخاري أيضا من حديث أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم - أي لديغ لدغته حيه - وإن نفرنا غيّب - أي الناس من أهلنا غائبون - فهل منكم من راق، قال: فقام رجل لا نأبه برقيته - يعني ليس معروفا بأنه راق وكذا - قال: فرقاه فبرأ، فأمر - أي هذا السيد من القوم - بثلاثين شاة وسقاه لبنا - طبعا لما جاء انتبه الصحابة، الرجل ذهب ورقى وشفي المريض وجاء بالشياه - فقالوا: أكنت تحسن رقية - يعني عندك خبرة بالرقية وكذا - قال: لا إلا بأم الكتاب.. ما عندي غير الفاتحة، قرأها فبرئ المريض.
ولذا من أعظم الرقى الرقى بالفاتحة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما علم الخبر واستأذنه الصحابة هل يجوز لهم أن يأخذوا ذلك؟ قال: (ما كان يدريه أنها رقية) فأثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها رقية وأن الرجل لم يكن يدري لكنه وافق ما كان فيه شفاء في هذه السورة على وجه الخصوص والقرآن كله شفاء، ثم قال - عليه الصلاة والسلام -: (اقسموا واضربوا لي منها بسهم).
وروى مسلم من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده جبريل إذ سمع نقضاً من فوقه، فرفع بصره إلى السماء فقال - أي جبريل -: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك ما نزل من السماء قط، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منهما إلا أوتيته.
أي ما فيهما من الدعاء إذا قرأته آتاك الله مسألتك وأجاب دعاءك، ونحن نعرف ختام الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) وختام سورة البقرة فيها دعاء بالرحمة والنصر كما هو معلوم.
وكذلك روى مسلم الحديث المشهور من رواية أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رب العزة والجلال أنه قال: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال عبدي: (الحمد لله رب العالمين) قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال: أثنى علي عبدي، فإذا قال: (مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي، فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) - أي إلى آخر السورة - قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
هل نرى كم هي العظمة في هذه السورة التي نكررها كل يوم على أقل تقدير سبع عشرة مرة، بعدد ركعات صلاة الفريضة، وهي في حقيقة الأمر تقرأ أكثر من ذلك، في الصلوات والسنن والتطوعات الكثيرة، وتقرأ كذلك في الأذكار.
ومما ذكره البزار في المناقب العلية في مناقب ابن تيمية وهو من تلاميذه قال:
" كان يبقى بعد الفجر إلى ما بعد شروق الشمس، وسئل في مرة من المرات ما يقول في هذا الوقت، فأخبر أنه يقرأ الفاتحة ويكررها ".
وما من شك أن الفاتحة بتعظيمها وبما ورد من فضلها وبما سنذكر الآن كذلك من أسماءها وخصائصها، سورة عظيمة ينبغي لنا أن نحرص على تلاوتها، واليوم لنا وقفات يسيرة مع وجوه عظمتها في مفاتيحها التي تفتح لنا أمورا عظيمة وتلج بنا إلى أعظم أسس ديننا وأعظم ما تصلح به حياتنا وأعظم ما تكون به نجاتنا يوم القيامة بإذن الله - سبحانه وتعالى -.
ذكر أهل العلم أسماء كثيرة لسورة الفاتحة، وكثرة الأسماء كما يقولون دليل على شرف المسمى، من هنا كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أسماء كثيرة وقال عن نفسه - صلى الله عليه وسلم -: (أنا النبي الخاتم والعاقب والحاشر الذي يحشر الناس على عقبه.. ) إلى آخر ما ورد عنه - عليه الصلاة والسلام -.
وهذه السورة فيها أسماء كثيرة، منها أنها أطلقت وأطلق عليها اسم الصلاة؛ لأنه ورد فيها هذا الحديث الذي ذكرناه (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي).
ولأنه قد ورد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب أو بفاتحة الكتاب).
وكما قال - عليه الصلاة والسلام -: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج)؛ أي ناقصة، فكأن قوام الصلاة تلاوة الفاتحة وهي ركن من الأركان التي لا تصح الصلاة إلا به.
ومن الأسماء كذلك أم الكتاب، والأم هو المقصد والمقصود بأم الكتاب: أي أن الفاتحة جمعت مقاصد القرآن كله في آياتها، وهذا هو جوهر حديثنا الذي أفاض فيه الإمام ابن القيم - رحمه الله - في مقدمة مدارج السالكين الذي شرح به منازل السائرين وبين أن المنازل التي يرجوها الناس ويحرصون عليها سواء من منزلة التوبة أو الخوف أو الرجاء أو الاعتصام أو الرحمة أو الذكر أو غيرها، كلها مندرجة ومنبثقة ومتضمنة في الفاتحة، وهي مشتملة عليها كلها.
ومنها أيضا أم القرآن، وهذا كذلك مما ذكره بعض أهل العلم.
ومنها أنها سميت المثاني (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني)
وهنا قولان لأهل التفسير: أن المراد بها الفاتحة كما مر بنا في حديث الترمذي الذي أوردناه آنفا، و(سبعا): لأنها سبع آيات بإجماع، على خلاف على جعل البسملة آية، أو جعل الآية الأخيرة مقسومة إلى آيتين.
وبعض أهل العلم، قال: " المقصود بها السبع الطوال ".
أي التي في أول القرآن، لكن هذا فيه نص كذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أما لم سميت المثاني؟
قال: لأنها تثنى في كل ركعة، أي تكرر، وإما لأنها اشتملت على الثناء على الله - سبحانه وتعالى - بما هو أعظم ثناء ورد في كتاب الله - سبحانه وتعالى -، وقيل كذلك: لأنها استثنيت لهذه الأمة ولم تنزل على أمة قبلها مثلها كما ورد في الأحاديث التي أشرنا إليها.
ومن أسماءها كذلك الوافية، وسر هذه التسمية كما قال سفيان بن عيينة قال: " لأنها لا تتنصف ولا تحتمل الاختزال ولو قرأ من سائر السور نصفها في ركعة ونصفها الآخر في ركعة لأجزأ، ولو نصفت الفاتحة في ركعتين لم تجزئ ".
يمكن أن تقرأ أي سورة تقسمها قسمين إلا الفاتحة لا بد أن تقرأ كاملة.
ومنها الكافية، وذكر يحيى بن أبي كثير أنها تكفي سواها، وتكفي عن سواها، ولا يكفي سواها عنها، فهي كالمرجع الأساس المهم.
هذه المقدمة أردت بها أن أعتذر لكم أننا لا نستطيع أن نُوفي ونوفّي هذه السورة حقها في هذا المقام القصير اليسير ومع قلة العلم والبضاعة المزجاة، لكننا سنقف وقفات أحسب أن فيها عدة أمور:
الأول: لفت النظر والانتباه إلى عظمة ما جاءت به هذه السورة من المعاني.
والأمر الثاني: الوقوف والمعرفة لبعض المعاني التي ربما كثير من الناس ليس مطلعا عليها ولا عالما بها.
والثالث كذلك: النظر إلى عظمة القرآن وبلاغته وإعجازه وكيف يشتمل على الأصول العظيمة والمعاني الواسعة في الألفاظ الوجيزة والكلمات والعبارات القليلة.
المفتاح الأول: مفتاح التوحيد:
وهذه السورة جمعت كل أنواع التوحيد ومعانيه بأكمل وأتم وأوفى ما يحتاج إليه، فعلى سبيل المثال أو للتنبيه وللجمع، ورد في هذه السورة الأسماء العظيمة لله - عز وجل - الدالة على هذه المعاني، الله، بداية باسم الله، أليس كذلك؟ ثم الرب، (الحمد لله رب العالمين) ثم (الرحمن الرحيم) وهي الرحمة، ثم الملك (مالك يوم الدين) قال ابن القيم: وهذه ترجع إليها كل أسماء الله وصفاته - سبحانه وتعالى - ".
فالله يتضمن ما سيأتي كلامنا عنه موجزاً في توحيد الألوهية، والرب يشتمل على ما فيه دلالة توحيد الربوبية، والرحمة والملك تشتمل على ما يندرج تحته توحيد الأسماء والصفات، فجاء التوحيد كاملاً في هذه الآيات كما سنورد بعضا منه.
ثم أيضا هنا هذه المعاني أيضا مشتملة على أو متضمنة للحمد، لأن الله - عز وجل - قال: (الحمد لله رب العالمين) والحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه مع الخضوع والاستجابة له، وهذه الأسماء كما قلنا تدل على هذه المعاني.
ثم هناك تأمل ينبغي الانتباه له، تأمل ارتباط الخلق والأمر بهذه الأسماء التي جماعها في "الله" الدال على الألوهية، والرب الدال الربوبية، والرحمن الدال على الأسماء والصفات، فهي التي ينشأ عنها الخلق، وهي التي يترتب عليها الأمر والثواب والعقاب، فالله - عز وجل - رب كل شيء ومليكه والقادر عليه والمتصرف فيه لا يخرج عن ربوبيته شيء.
وعندما نقول (الحمد لله رب العالمين) نستحضر هذه المعاني، أي معاني الربوبية، فالله خالق الخلق ومدبر الأمر ومصرف الكون ومنزل الكتاب ومجري السحاب وواهب الأرزاق ومقدر الآجال، كل شيء في الكون حركة وسكنة ومنّة ونعمة لله - سبحانه وتعالى -، فالرب هو المالك وهو السيد - جل وعلا -، وهو المربي بنعمه - سبحانه وتعالى -، وهو الموفي لهذه النعم على كمال ما عليه من أسمائه وصفاته - سبحانه وتعالى -، ولو وقفنا مع معنى الربوبية، لهان لنا الأمر في أقل الخلق وأدناه، لو نظرنا إلى أقل المخلوقات لرأينا فيها من عجائب الخلق ودقة الصنع وعظمة الخالق ما الله - سبحانه وتعالى - به عليم على حد ما قال القائل:
يا ما من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويـرى مناط عروقهـا في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحّلِ
كيف هذه البعوض التي لا نكاد نراها فيها عروق وفيها دورة دموية وتغذية وكذا وكذا وكذا، وعلى ما قال القائل أيضا في بعض وجوه عظمة الخالق - سبحانه وتعالى - وتصرفه في كل شيء - جل وعلا - كما قال:
يا مدرك الأبصار والأبصار لا *** تدري له ولكنهه إدراكا
أتراك عين والعيون لهـا مدى *** ما جاوزته ولا مدى لمداك
إن لـم تـكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاك
ثم يخبر عن عظمة قدرة الله ونفاذها في الخلق:
قل للطبيب تخطفته يد الـردى *** يا شافي الأمراض من أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعـد ما *** عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يمـوت لا من علة *** من بالمنايا يا صحيح دهـاك
قل للبصير وكان يحــذر حفرة *** فهوى بها من ذا الذي أهواك
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاك
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع *** ولا مرعى ما الذي يرعـاك
قل للوليد بكـى وأجهش بالبكى *** لدى الولادة ما الذي أبكاك
وإذا تـرى الثعبـان ينفث سمـه *** فاسأله من ذا بالسموم حشاك
اسألـه كيف تعيـش يا ثعبان أو *** تحيى وهذا السـم يملأ فـاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهدا وقل للشهد من حـلاك
بل سائل اللـبن المصفى كـان بين *** دم وفرث ما الذي صـفاك
وإذا رأيـت الحي يخـرج من حنايا *** ميت فاسأله من ذا الذي أحياك
قل للهواء تحسـه الأيدي ويخـفى *** عن عيون الناس من أخفـاك
قل للنبـات يجـف بعـد تعـهد *** ورعاية من بالجفـاف رمـاك
وإذا رأيـت البـدر يسري ناشراً *** أنواره فاسـأله من أسـراك
واسأل شعاع الشمـس يدنو وهو *** أبعد كل شيء ما الذي أدناك
إلى آخر ما هو معلوم:
فهذه كلها مدرجة في هذا الشطر من الآية (الحمد لله رب العالمين) كل شيء يندرج في هذه الكلمة، فالله - عز وجل - صاحب الربوبية، وله - سبحانه وتعالى - الألوهية التي تأتينا هنا في مواضع شتى أولها في البسملة (بسم الله) وكذلك في الحمدلة (الحمد لله) وكذلك في العبادة والاستعانة ولنا حديث عنها خاص (إياك نعبد وإياك نستعين)، وبهما أي بهذين الأمرين يختلف الناس، فكثير من الناس يقرون بالربوبية ثم يفترق الناس، فمنهم بعد أن يقر بالربوبية يمتثل، فيعبد ويخضع ويتقرب لله - عز وجل -، ومنهم من ينحرف في ذلك فيشرك أو يجحد أو يكفر والعياذ بالله.
ثم أسماء الله - عز وجل - الحسنى، وذِكر الرحمن والرحيم والملك لا شك أنه من أعظم تلك الأسماء والصفات، وهنا وجوه مهمة نقف عندها، وليس حديثنا مضطرداً في معنى التوحيد ولا في معنى الإيمان ولا فيما ينبغي التنبه له مما ينبغي معرفته مما يلزم من صحة الاعتقاد وغير ذلك، لكننا نورد المعاني الكبرى التي بها تعظيم هذه السورة وتعظيم هذه المعاني فيها.
فهنا (الرحمن الرحيم) هذان الاسمان مشتقان من الرحمة، وكلاهما عظيم في دلالته، والرحمة أصلا عظيمة لأنها سبقت غضب الله - عز وجل -، ولأن الله - عز وجل - عندما تحدث عن رحمته عظمها فقال: (وسعت رحمتي كل شيء)
وعندما ننظر إلى الرحيم والرحمن نجد عدة جوانب:
الأول: أن الرحمن أوسع معنى في الرحمة من الرحيم، ومن هنا قال بعض أهل العلم: "الرحمن رحيم الدنيا والآخرة، والرحيم مختصة بالدنيا".
وقال بعضهم:
"الرحيم رحمة تخص عباده المؤمنين والرحمن أوسع منها فتخص المؤمنين وغير المؤمنين "؛ أي من الرحمة الواسعة التي يرحم الله بها العباد والبهائم والمخلوقات والكون كله بل وما ينعم به حتى على الكافرين، من نعم طعامهم وشرابهم وحياتهم وحركتهم وغير ذلك.
ثم ننظر أيضا إلى معنى آخر، وهو أن الرحيم اسم لله - عز وجل - لكنه غير مختص به، فيطلق على الإنسان لكن مع تعظيم الله - عز وجل - وتفرده في أسمائه وصفاته، لكن الرحمن اسم مختص بالله لا يطلق على غيره من خلقه مطلقا، فهنا ما يكون في الدنيا والآخرة وما يكون في الإنسان وما يكون للرحمن، وكذلك معنى الرحمة الواسع يتممه معنى الملك، وأحيانا يغلب على الناس أن صاحب الملك ليست عنده رحمة، وأن صاحب الملك عنده سلطان وقهر، وأنه عنده بطش وقدرة، وهذه طبيعة الملك، فاجتماع الملك والرحمة دليل عظمة لله - سبحانه وتعالى -، وكذلك دليل على الأمرين العظيمين اللذين يحتاج إليهما الناس وهو أمر التسليم لله لأنه المالك - سبحانه وتعالى - وأمر الالتجاء إلى الله لأنه الرحيم الذي يتعرض الناس لرحمته ويسألونه إياها - سبحانه وتعالى-.
فحينئذ من هذه المعاني نستطيع أن ننظر إلى عظمة ما جاء في هذه الفاتحة من الدلالة على أنواع التوحيد كلها، وهذه الربوبية متعلقة بما هو من الله - عز وجل - للخلق، فهو الذي خلقهم ورزقهم ويدبر أمرهم، والألوهية هي اللازم من الخلق لله، فهم الذين يعبدونه ويستغيثونه ويستعينون به.. إلى آخره، قال:
"والرحمة بينهما فكذلك رحمة منه لعباده ورحمة من العباد يتعرضون بها لرحمته - سبحانه وتعالى - فيما يتراحمون به بينهم ".
قال ابن القيم:
" الرحمة التعلق وسبب الذي بين الله وبين عباده، فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم والرحمة سبب واصل بينه وبين عباده بها أي بهذه الرحمة- أرسل الله إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ".
فهذه ومضة ما زلنا في رحابها أي في رحاب مفتاح التوحيد، لأنها تضمنت من معاني التوحيد كذلك، إثبات المعاد وجزاء العباد في قوله: (مالك يوم الدين)، فإن قلنا (مالك يوم الدين) فمعنى ذلك أن يوم الدين وهو يوم الجزاء والحساب أمر مسلم به وأن الإيمان به متضمن بالإيمان بأن الناس فيه يحاسبون إن خيراً فخيرا وإن شراً فشرا (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، فهذا معنى من المعاني المهمة.
وأيضا قد نعجب إذا قلنا إن الفاتحة متضمنة كذلك للنبوة والرسالة، والإيمان بها واستشعار نعمة الله - سبحانه وتعالى - بها، ولقد ذكر ابن القيم وجوها كثيرة بلغ بها نحو ثمانية أوجه تدل على أن الفاتحة متضمنة للإيمان بالنبوة والرسالة، منها:
قوله (الحمد لله رب العالمين) فكونه رب العالمين قلنا له، يدبر أمور الناس وليس تدبير أمورهم بطعامهم وشرابهم ومعاشرهم، بل هو قبل ذلك بماذا؟ بهدايتهم وإرشادهم، فلا يليق بالرب المالك السيد - سبحانه وتعالى - أن ينسى خلقه أو يتركهم هملا وإنما دلالة ربوبيته العظيمة التي فيها منته على خلقه أنه أرسل إليهم الرسل والأنبياء لأن هذا هو اللائق بكمال الربوبية، ثم قوله (لله رب العالمين) الله " أي المألوه أي المعبود ولا طريق إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله، قد يجد الإنسان في فطرته الحنين أو التوجه إلى الخضوع لله - عز وجل -، وإلى التذلل له، لكن كيف يعبده بأي أنواع العبادة كيفية أقوالها، كيفية أفعالها، ذلك لا سبيل إلى معرفته إلا من طريق الرسل وما أنزل الله عليهم من الكتب، وكذلك قوله: (الرحمن الرحيم) فرحمته تمنع إهمال عباده واقتضت إرسال الرسل إلى غير ذلك، قال ابن القيم - رحمه الله -:
" فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضاءها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح ".
إذا كان ينزل القطر وينبت الشجر وينضح الثمر وييسر للناس الطعام والشراب ليجدوا رزقهم ويعيشوا حياتهم ويجعل لهم من الماء كل شيء حي، فأولى وأعظم في حقه - عز وجل - ربوبية وألوهية ورحمة أن يتدارك الخلق بالرسل والأنبياء وما نزل عليهم من كتبه وشرائعه وأحكامه وذُكر يوم الدين الذي يدين الله - عز وجل - به العباد ويحاسبهم فيكون عقاب ويكون ثواب، ولا يكون ثواب ولا عقاب إلا بعد إقامة الحجة والحجة بالرسل والأنبياء كما قال - جل وعلا -: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
وقوله كذلك: (إياك نعبد وإياك نستعين) داخل في هذا المعنى كما قلنا إذاً هذا المفتاح الأول، وقد أوجزت القول فيه، فيه هذه المعاني المتعلقة بالتوحيد تعظيما لله - عز وجل - بمعرفة ربوبيته وقصدا للخضوع له - سبحانه وتعالى - بالقيام بحق ألوهيته وتمجيدا له - سبحانه وتعالى - بمعرفة أسمائه وصفاته والثناء عليه بها - عز وجل -، واستسلاما ويقينا بالرجوع إليه والحساب بين يديه والثواب والعقاب وفق أعمال الناس وكذلك من خلال ما جاءت به الرسل والأنبياء.
المفتاح الثاني: مفتاح الحمد والذكر:
(الحمد لله رب العالمين) وأريد أن ننبه إلى أن هذه المفاتيح مستنبطة، فلن نستطيع أن نسير في السورة بترتيب لأن المعنى الواحد مبثوث في الآيات المختلفة كما سار حتى في الحمد، الحمد والذكر تبدأ السورة بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم) والجار والمجرور أي الذي هو الباء والاسم اسم الله، لا بد له من متعلق، بسم الله، بسم الله ماذا؟ إن جئت تأكل فقلت بسم الله، فالتقدير في لغة العرب: بسم الله آكل، إن جئت تخرج من بيتك وتقول بسم الله، أي بسم الله أخرج، كل صنيع تصنعه تبدأ فيه بسم الله يكون مرتبطا بهذا الفعل، ما معنى بسم الله؟
هذا فيه جوانب عظيمة جداً بالنسبة للإنسان:
الأول: ذكر الله - عز وجل - ذكراً يشتمل على اليقين والاعتراف بقدرته وملكه وجبروته وحوله وقوته، أنت الآن تأكل وتستطيع أن تأكل لكنك تقول: بسم الله، أي بسم الله آكل، فالأصل أن حولك وقوتك إذا لم يشأ الله حتى لو وجدت أسباب القدرة فلن يتحقق لك المراد، حتى تدرك أن قوتك وحولك وقولك ليس بنافعك شيئا ما لم تستعن بالله..
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يقضي عليه اجتهاده
إذا قلت أنا صنعت وأعددت وهيأت كل شيء وسيكون كذا وكذا، ولم تذكر اسم الله، فربما حرمت كل ما أعددته ولم يؤت ثمرة ولم يصل بك إلى مقصود ولم تحقق به مراداً.
الثاني: طلب العون:
كأنك تقول عند كل بسم الله، ربي أعني على ما أنا مقبل عليه، احفظني فيما أنا مقبل عليه، لأن هذا المعنى أيضا مستشعر في هذه البسملة، فكأنك تطلب عون الله - عز وجل - ورحمته وتسديده وتوفيقه وحفظه ورعايته وكلاءته - عز وجل - في هذه الكلمة، ولذلك عندما نقول الفاتحة، فعلا هي تفتح لك كل شيء، ونحن إذا تأملنا في كثير من الأذكار الواردة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإننا واجدون أنها تبدأ بالبسملة، أليس كذلك؟ ماذا نقول عند طعامنا بسم الله، عندما نستيقظ، باسمك اللهم نحيا، وباسمك نموت، عندما نخرج من المنزل نقول: بسم الله، عندما.. كثير من الأذكار مصدرة بسم الله، حتى يبقى الإنسان متذكرا لله - عز وجل -.
الثالث: معنى الاستعانة وارد كما قلنا لكن معنى الأنس بالله - سبحانه وتعالى - عظيم، الاستعانة: إن كنت ضعيفا طلبت القوة لكنك أحيانا معك قوة ومع ذلك تطلب قوة الأقوى، على أقل تقدير أن تستشعر أنه معك، أنك ذكرته، أنك لم تنسه، أنه في قلبك دائما التعلق به والتشوق إليه والاستعانة به والتوكل عليه والإنابة إليه حينئذ تمتلئ نفسك بالعظمة الإيمانية التي يستشعر فيها الإنسان أنه موصول الحبل بالله - سبحانه وتعالى - وأنه ممدود الأسباب بأسباب السماء، وأنه بسم الله يفتح كل أمر وأنه يذلل له كل صعب وأنه ينجح بإذن الله - عز وجل - في كل مقصد، ليس بمجرد الاستعانة بل حتى بهذه الراحة النفسية والطمأنينة القلبية والمعاني الإيمانية التي يستشعرها عندما يستشعر أن الله - سبحانه وتعالى - معه.
لا شك أن الإنسان إذا ذهب في أمر مهم هل يذهب وحده؟ أو في مناسبة مهمة، الذي يذهب مثلا للزواج، يذهب وحده وإلا يأخذ معه أهله ووالده، هو يعقد الزواج، أليس كذلك؟ لو ذهب وحده وعقد الزواج يصح أو لا يصح؟ هل يأخذ أباه لكي يعينه في شيء، يأخذ بيده فيوقع أو ينطق بلسانه، لم يأخذ الناس معه؟ يستأنس بهم، يفرح بمرافقتهم، يزداد حبورا وسرورا بمعيتهم، ولذلك عندما نذكر اسم الله دائما نستشعر هذه المعاني.
عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الغار ومعه أبو بكر، وأبو بكر يقول يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - بلسان اليقين والإيمان: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، والله - عز وجل - يقول: (لا تحزن إن الله معنا).
استشعار المعية في هذه البسملة شيء عظيم، وإن جئنا إلى الحمد فهو أيضا باب عظيم، لأنه كما قال أهل العلم: الحمد هو الثناء الكامل، والكمال لله، ونحن علّمنا رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أننا لا نستطيع أن نحصي ثناء على الله - عز وجل -، لذلك قال: (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
والله - عز وجل - حمد نفسه في كتابه، بل جعل فاتحة هذه الفاتحة بعد البسملة، (الحمد لله رب العالمين).
وحمد الله لنفسه، ذكر أهل العلم فيه معاني عظيمة، قالوا: "إنه حمد نفسه لأنه - سبحانه وتعالى - عظيم وأشار بحمده إلى عظمته في ذاته وأسمائه وصفاته، وأيضا حمد نفسه ليعرف الناس والخلق باستحقاقه للحمد فإذا حمد نفسه كان المخلوقين المربوبين المرزوقين المنعم عليهم أحق بأن يحمدوه - سبحانه وتعالى -، وأعظم الحمد أن نحمد الله بما حمد به نفسه ".
ثم انظروا كذلك إلى أمر مهم وهو أن الله - جل وعلا - يحب الحمد كما ورد في صحيح مسلم: (إن الله يحب العبد إذا أكل الأكلة أن يحمده عليها وإذا شرب الشربة أن يحمده عليها).
ولذلك هنا الله - عز وجل - يقول في الحديث: (حمدني عبدي) من المستفيد؟ أنت المستفيد، لكن الله - عز وجل - أخبرنا بأن ذكره وحمده مما يحبه من عبده، ولذلك السنة النبوية والقرآن بين لنا في هذه السورة ما كان يعلمنا إياه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتقديم الحمد والثناء لله - عز وجل - بين يدي الدعاء، قبل أن تدعوا فاثني على ربك واحمده، الحمد لله خالق السماوات وخالق الأرض، وكذا وكذا، كما ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرجل الذي أكثر من الثناء فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه دعا بالدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
هذا الحمد عظيم، والوقوف عند كل الآيات والمعاني يصعب..
روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله، فما الحمد لله "
أراد معاني جميلة وعظيمة، فقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في هذه الرواية: "الحمد لله كلمة رضيها الله لنفسه " وفي رواية أخرى: " كلمة أحبها الله لنفسه ورضيها لنفسه وأحب أن تقال له ".
فما أعظم هذه الكلمة!
وفي رواية ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: " الحمد لله هو الشكر لله والاستخذاء له والإقرار له بنعمه وهدايته وابتداءه " وغير ذلك..
وروى النسائي وابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله) قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وفي سنن ابن ماجة من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -: (أن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين - اللذين يكتبان أثقلاها - فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقالا يا رب إن عبدك قال كلمة عظمنا بها كيف نكتبها فقال الله - عز وجل -: وهو أعلم بهم: ما قال عبدي، فقالوا قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها).
وهذا من عظمة الحمد وفيه مقالات كثيرة ودلالات عظيمة، يضيق المقام عن حصرها أو ذكرها.
وأختم فيها بسبق الحمد لأن الله - عز وجل - سبق حمد الناس بحمده لنفسه ولذلك صدر هذه الصورة في أول القرآن العظيم في أعظم كتبه في أعظم سورة من سور هذا القرآن بالحمد فقال: كأنما يقول قبل أن يحمدني أحدا من العالمين وحمدي نفسي لنفسي لأنه - سبحانه وتعالى - حمد نفسه بلا علة، وحمد المخلوقين فيه شوب بالعلل، لأنه خلقهم لأنه أعطاهم لأنه رزقهم، وحمده لنفسه لكثرة نعمه على عباده، ومن هنا ورد الرواية:(من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) والحديث رواه الترمذي.