أمرأة مسنة تذكر الله عز وجل أناء الليل
وأطراف النهار,
وفي ليله قامت ولها ولد بار بها لا تملك غير هذا الولد
من هذه الدنيا بعد الله عز وجل, ما كان منها إلا أن قامت لتصلي في ليله من
الليالي, وفي آخر الليل يقول ابنها: وإذا بها تنادي. قال: فتقدمت وذهبت
إليها, فإذا هي ساجده على هيئة السجود, وتقول: يا بني ما يتحرك في الآن سوى
لساني. قال: إذاً أذهب بك إلى المستشفى. قالت: لا, وانما اقعدني هنا. قال:
لا والله لأذهبن بك إلى المستشفى. وقد كان حريصاً على برها جزاه الله
خيراً, فأخذها وذهب بها إلى المستشفى. وتجمع الأطباء وقام كل يدلي بما لديه
من الأسباب, لكن لاينجي حذر من قدر.
حللوا وفعلوا وعملوا ولكن الشفاء
بيد الله سبحانه وتعالى وبحمده. قالت: أسألك بالله إلا رددتني على سجادتي
في بيتي فأخذها وذهب بها إلى البيت, ويوم ذهب إلى البيت وضأها ثم أعادها
على سجادتها, فقامت تصلي. يقول: وقبل الفجر بوقت ليس بطويل, وإذا به
تناديني وتقول: يا بني أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه. أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمداً رسول الله لتلفظ أنفسها إلى بارئها سبحانه وتعالى, فما
كان من ولدها إلا أن قام فغسلها وهي ساجده وكفنها وهي ساجده وحملوها إلى
الصلاة عليها, وهي ساجده وحملوها بنعشها إلى القبر وهي ساجده, وجاؤوا بها
إلى القبر, فزادوا في عرض القبر لتدفن وهي ساجده, ومن مات على شئ بعث عليه,
تبعث بإذن ربها ساجده.
القصة الثانية
شخص يسير بسيارته فتعطلت
سيـــــارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة .فنزل من سيارته لإصـلاح
العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة .
جاءت سيارة مسرعة وارتطمـــــــــت بـــه من الخلف .. سقط مصاباً إصابات
بالغة .
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي
وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل
العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما حملناه سمعناه يهمهم ..
ولعجلتنا لم نميز ما يقـــــــول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا ..
سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول
هــــــــــذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هـــــو
على ما يبدو على مشارف الموت . استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل
القــــــــرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . أحسست أن رعشة
ســـرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت .. التفــــت إلى الخلف
فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأســه قفزت إلي الخلف .. لمست
يده .. قلبه .. أنفاسه . لا شيء فارق الحياة . نظرت إليه طويلاً .. سقطت
دمعة من عيني..أخفيتــــها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد
مات.. انطــــــــــلق زمــيلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت
دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر. وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل
من قابلنا عن قصة الرجــل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت
دموعهم.. أحدهـم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على
عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل أحد
الموظفين في المستشفى بمنــــــــزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال
عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد
الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم
الكتـــب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيـــــــارته مملوءة بالأرز
والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الأطفــال لا ينساها ليفرحهم
بها..وكان عند الســــــــفر يستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته..
وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية..أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها..فى
اليوم التالى أمتلىء المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين
الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلــــى المقبرة .. أدخلناه
في تلك الحفرة الضيقة .. استقبل أول أيام الآخرة .. وكأنني استقبلت أول
أيام الدنيا *
القصة الثالثة
يقول أحــــــد الصالحين : كنت
أمشي في سيارتي بجانب السوق فإذا شـــــاب يعاكس فتاة , يقول فترددت هل
أنصحه أم لا ؟ ثم عزمت علــى أن أنصحه , فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة
والشاب خـاف توقعوا أني من الشرطة,فسلمت على الشاب وقلت : أنا لســــت من
الشرطة وإنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببـــت أن أنصحك . ثم جلسنا وبدأت
أذكره بالله حتى ذرفت عيناه ثــم تفرقنا وأخذت تلفونه وأخذ تلفوني وبعد
أسبوعين كنت أفتــش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت: أتصل به وكان وقت الصباح
فأتصلت به قلت : السلام عليكم فلان هل عرفتني , قال وكيــف لا أعرف الصوت
الذي سمعت به كلمات الهداية وأبصرت النور وطريق الحق . فحددنا موعد اللقاء
فى بيته بعد العصر, وقــدّر الله أن يأتيني ضيوف, فتأخرت على صاحبي حوالي
الساعة ثم ترددت هل أذهب له أو لا . فقلت أفي بوعدي ولو متأخراً,
وعندمــــــا طرقت الباب فتح لي والده . فقلت السلام عليكم قال
وعليكــــــم السلام , قلت فلان موجود , فأخذ ينظر إلي , قلت فلان موجـود
وهو ينظر إلي باستغراب قال يا ولدي هذا تراب قبره قد دفنــاه قبل قليل .
قلت يا والد قد كلمني الصباح , قال صلى الظــهر ثم جلس في المسجد يقرأ
القرآن وعاد إلى البيت ونام القيلولـــــة فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا
روحه قد فاضت إلى الله . يقــــول الأب :ولقد كان أبني من الذين يجاهرون
بالمعصية لكنه قبــــل أسبوعين تغيرت حاله وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة
الفجــــر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقــر دارنا
, ثم منّ الله عليه بالهداية .
ثم قال الرجل : متى عرفت ولدي يا بني ؟
قلت : منذ أسبوعين . فقال : أنت الذي نصحته ؟ قلت : نعم
قال :
دعني أقبّل رأساً أنقذ أبني من النار
القصة الرابعة
هذه القصة
على لسان ولده نحسبه من الصادقين ولا نزكي على الله أحدا
العم الشيخ/
محمد العثمان رحمه الله من علماء الكويت الأجلاء المعروفين لدى كبار السن
فقد كان كفيفاً ( أعمىالبصر نير البصيرة ) وهو معروف لدى الكويتين بصلاحه
وقرائته على المرضى لعلاجهم وقد شفى به الله كثير من عباده.
.فعندما
أحس الشيخ في أحد الأيام بإقتراب الأجل بعد صلاة المغرب طلب من ولده أن
يأخذه للمستشفى وقال لولده أنا جمعت صلاةالمغرب والعشاء تقديم لأني أحس
بدنو الأجل وستعود وحدك من المستشفى .
وبينما هم يسيرون الى المستشفى
قال الشيخ لولده أنه يرى ملائكة في جانب الطريق وهم ينظرون إليه ويبتسمون
(وهو أعمى أصلا ولا يبصر )لكنه أبصر عند دنو أجله . وكلما تقدموا بالطريق
يراهم يزدادون ،أي الملائكة.
ولما وصلوا الى المستشفى وأدخلوه الى غرفة
العناية الفائقة وكانت الغرفة ضيقة وهو ينازع ويذكر الله كلما فاق ويقول
لولده أرى عربا كثيراً أي جمعا كثيراً في الغرفة وأرى نورا فيقول له ولده
ليس في الغرفة إلا أنا وانت لكنه يصر أي الشيخ على وجود الكثيرين . لكنه
يقول لولده وهو في السكرات سلم على والدتك وإخوانك والأقرباء ثم تشهد ومات
يرحمه الله . وعندما غسلوه وكفنوه وأنزلوه الى قبره نزل معه ولده وأحد
الحاضرين ليلحدوه فلما فرغوا من دفنه وكان العزاء سأل أحد الحضور عن ولد
الشيخ الذ ي نزل القبر فأرشدوه إليه ، فقال له أنا الذي نزلت معك لنلحد
أباك فهل رأيت ما رأيت.
عندما أدخلنا جنازة الشيخ في لحده قال نعم
فيقول ولد الشيخ على لسانه عندما أدخلنا الشيخ محمد العثمان في لحده أتسع
اللحد مد البصر فسبحان الله العظيم .
رحم الله الشيخ محمد العثمان
المعروف بصلاحه وذكره الكثير لله تبارك وتعالى وقراءة القرآن وإنه من اهل
التوحيد ومن سلفنا الصالحين اللهم تقبله مع عبادك الصالحين
اللهم أغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا في الإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا
وأحرص أخي القارئي على ذكر الله وقراءة القرآن ولا تكن من الغافلين"
جزاكم
الله خيرا الجزاء فى الدنيا والأخرة وجعلنا جميعا ممن يحسن خاتمتهم بأذن
الله