وقفاتٌ مع التقويم
يقلب أحدهم أوراق التقويم فرحاَ سعيداً لأنه ينتظر زواجاً بعد أشهر ، وأحدهم اغتبط سروره لأنه يترقب ترقية وظيفية ، بل يأتي أحدهم ويقول : متى يأتي الصيف القادم ليجول الأماكن ويزور المصايف .. فلهؤلاء ولغيرهم نقول :
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجلِ
كيف نفرح بمرور الأيام وهي من الأعمار .. وكيف نسعد بمضي الأعوام وهي مليئة بالأوزار ..
أحبة الإيمان .. يا من بلغ الثلاثين ولم يعتبر .. أو جاوز الأربعين ولم يتفكر .. أو شارف الخمسين ولم يتدبر .. أو قارب الستين ولم ينزجر .. متى نتوب ونرجع ؟ ومتى ننيب ونخضع ؟ متى في صلاتنا نخشع ؟ ومتى عيوننا تدمع ؟
أحبة الإيمان .. تذكرنا أوراق التقويم بالعمر الفاني ، والوقت الماضي الذي أصبح في سلة النسيان ، مات فيه من مات ، ومرض فيه من مرض وأصيب فيه من أصيب .. ( خسر فيه من خسر ، وربح فيه من ربح ) .
تذكرنا أوراق التقويم بأن الدنيا زائلة ، وأن الحياة فانية ، وأن الأعمار ذاهبة ، وهاهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .. فكم هم اللذين يعملون للدنيا ؟ وكم هم تجَّارها ؟ إنهم كثير لكن تجَّار الآخرة قليل .
فاعمل لدارٍ يكن رضوان خازنها والجار أحمدُ والرحمن بانيها
أرضٌ لها ذهبٌ والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابت فيها
تذكِّرنا أوراق التقويم بأن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ، ونحاسبها أشد المحاسبة ، ( فاليوم عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل ) ..
تذكِّرنا أوراق التقويم بالقدوم على الله ، والوقوف بين يدي الله ، وفي الحديث : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن علمه ماذا عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) ..
فهل أعددنا للسؤال جوابا ؟
تذكرنا أوراق التقويم بسرعة انقضاء الأيام والشهور .. وتصرم الأعوام والدهور .. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كشهر والشهر كجمعة والجمعة كيوم واليوم كساعة ) ..
أحبة الإيمان .. تذكرنا أوراق التقويم بتلك المعاصي الكثيرة ، والأوزار الثقيلة ، والسيئات المتتابعة التي غفلنا عنها أو لربما نسيناها .. لكنا عند الله مكتوبة يجدها في ذلك اليوم خائفا فزعا ( ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) ..
تذكرنا أوراق التقويم بتلك الهجرة النبوية ، والرحلة التاريخية ، التي غيرت تاريخ البشرية ، فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم هجر وطنه وترك بلده من أجل إعلاء دينه .. فأين من هجر المعصية ، وترك الخطيئة فإن ذلك أعظم الهجرة .. ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) ..
وقبل الختام أظنكم اتفقتم معي بأن أوراق التقويم ليست مجرد أوراق محسوسة .. وإنما هي دعوة للنظر والتأمل , وإطلالة للفكر والتمعن .. ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) .
هذا ونسأل الله تعالى أن يحسن لنا العاقبة في الأمور كلها وأن يجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
يقلب أحدهم أوراق التقويم فرحاَ سعيداً لأنه ينتظر زواجاً بعد أشهر ، وأحدهم اغتبط سروره لأنه يترقب ترقية وظيفية ، بل يأتي أحدهم ويقول : متى يأتي الصيف القادم ليجول الأماكن ويزور المصايف .. فلهؤلاء ولغيرهم نقول :
إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجلِ
كيف نفرح بمرور الأيام وهي من الأعمار .. وكيف نسعد بمضي الأعوام وهي مليئة بالأوزار ..
أحبة الإيمان .. يا من بلغ الثلاثين ولم يعتبر .. أو جاوز الأربعين ولم يتفكر .. أو شارف الخمسين ولم يتدبر .. أو قارب الستين ولم ينزجر .. متى نتوب ونرجع ؟ ومتى ننيب ونخضع ؟ متى في صلاتنا نخشع ؟ ومتى عيوننا تدمع ؟
أحبة الإيمان .. تذكرنا أوراق التقويم بالعمر الفاني ، والوقت الماضي الذي أصبح في سلة النسيان ، مات فيه من مات ، ومرض فيه من مرض وأصيب فيه من أصيب .. ( خسر فيه من خسر ، وربح فيه من ربح ) .
تذكرنا أوراق التقويم بأن الدنيا زائلة ، وأن الحياة فانية ، وأن الأعمار ذاهبة ، وهاهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .. فكم هم اللذين يعملون للدنيا ؟ وكم هم تجَّارها ؟ إنهم كثير لكن تجَّار الآخرة قليل .
فاعمل لدارٍ يكن رضوان خازنها والجار أحمدُ والرحمن بانيها
أرضٌ لها ذهبٌ والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابت فيها
تذكِّرنا أوراق التقويم بأن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة ، ونحاسبها أشد المحاسبة ، ( فاليوم عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل ) ..
تذكِّرنا أوراق التقويم بالقدوم على الله ، والوقوف بين يدي الله ، وفي الحديث : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن علمه ماذا عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) ..
فهل أعددنا للسؤال جوابا ؟
تذكرنا أوراق التقويم بسرعة انقضاء الأيام والشهور .. وتصرم الأعوام والدهور .. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كشهر والشهر كجمعة والجمعة كيوم واليوم كساعة ) ..
أحبة الإيمان .. تذكرنا أوراق التقويم بتلك المعاصي الكثيرة ، والأوزار الثقيلة ، والسيئات المتتابعة التي غفلنا عنها أو لربما نسيناها .. لكنا عند الله مكتوبة يجدها في ذلك اليوم خائفا فزعا ( ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ) ..
تذكرنا أوراق التقويم بتلك الهجرة النبوية ، والرحلة التاريخية ، التي غيرت تاريخ البشرية ، فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم هجر وطنه وترك بلده من أجل إعلاء دينه .. فأين من هجر المعصية ، وترك الخطيئة فإن ذلك أعظم الهجرة .. ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) ..
وقبل الختام أظنكم اتفقتم معي بأن أوراق التقويم ليست مجرد أوراق محسوسة .. وإنما هي دعوة للنظر والتأمل , وإطلالة للفكر والتمعن .. ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) .
هذا ونسأل الله تعالى أن يحسن لنا العاقبة في الأمور كلها وأن يجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .