مقدمة في الذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى وسلّم وبارك على رحمته ونعمته وهدايته، سيدنا وحبيبنا
وشفيعنا وأسوتنا محمّد صلى الله عليه وآله وأصحابه أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى
يوم الدين قال تعالى: ) فاذْكروني أذكركم ( وقال: ) يا أيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً
كثيراً ( وقال: ) يا أيّها الّذين آمنوا لا تُلهِكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذِكر الله.
فحثّّنا جل جلاله على دوام ذكره ليذكرنا، وربط ذكره تعالى لنا بذِكرنا له، بل وقدم
ذكرنا له على ذكره لنا، ووصف الذين آمنوا به وآثروه على سواه بأنّهم: ) يذكرون الله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ( أي، على مدار اليوم والليلة صباحاً ومساءً في العمل
والرّاحة، وفي العُسر واليُسر، في المَنْشط والمَكْره، قائمين قاعدين، مُضّطجعين أو
نائمين آمنوا وتطمئنّ قلوبُهم بذِكر الله( ) لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (. كما
ويقول سبحانه وتعالى محذّراً ومهدّداً ) وَمَنْ أعرَض عنْ ذِكري فإنّ لهُ معيشةًً ضنكاً
ونَحْشرُه يومَ القِيامة أعْمى ( ) ومنْ يُعْرض عنْ ذِكر ربّه يَسْلكه عذاباً صَعداً ( وذلك لأنّ
ترْك الّذكْر غَفلة عنه جل جلاله وهذه الغفلة تجلب الشيطان ليحلّ مكان الله )ومَنْ
يَعْشُ عَنْ ذِكْر الرّحمنِ نُقيّض لهُ شيطاناً فهو له قرين( )ومن يكن الشيطان له قريناً
فساء قرينا ( إذا كان الغراب دليل قوم أناخ بهم على جيف الكلاب
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه: {إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قُلْتُ يَا ر
َسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ الْمَسَاجِدُ قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ }
{ لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عزوجل إِلا حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ
السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ } {مَثل الذي يذكر ربّه والّذي لا يذْكره كالحي
والميت } {ما من قوم جلسوا مجلساً وتفرقوا عنه ولم يذكروا الله فيه إلا كأنّما تفرّقوا
عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة }
وفي الذكر دوام المعيّة، وهذه المعيّة كفيلة أن تذيقنا حلاوة الحياة أو حياة الإسلام.
والذاكر في معيّة الله، والغافل في معيّة الشيطان، والله هدىً ونور، طمأنينة وآمان، رَوْح
وريحان، نعيم مقيم، بصيرة وانشراح. والشيطان ضلال وظلام، خوف واضطراب، موت
وانعدام، جحيم دائم، وعمىً وضيق، وشتان شتان بين هذا وذاك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى وسلّم وبارك على رحمته ونعمته وهدايته، سيدنا وحبيبنا
وشفيعنا وأسوتنا محمّد صلى الله عليه وآله وأصحابه أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى
يوم الدين قال تعالى: ) فاذْكروني أذكركم ( وقال: ) يا أيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً
كثيراً ( وقال: ) يا أيّها الّذين آمنوا لا تُلهِكم أموالُكم ولا أولادُكم عن ذِكر الله.
فحثّّنا جل جلاله على دوام ذكره ليذكرنا، وربط ذكره تعالى لنا بذِكرنا له، بل وقدم
ذكرنا له على ذكره لنا، ووصف الذين آمنوا به وآثروه على سواه بأنّهم: ) يذكرون الله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ( أي، على مدار اليوم والليلة صباحاً ومساءً في العمل
والرّاحة، وفي العُسر واليُسر، في المَنْشط والمَكْره، قائمين قاعدين، مُضّطجعين أو
نائمين آمنوا وتطمئنّ قلوبُهم بذِكر الله( ) لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (. كما
ويقول سبحانه وتعالى محذّراً ومهدّداً ) وَمَنْ أعرَض عنْ ذِكري فإنّ لهُ معيشةًً ضنكاً
ونَحْشرُه يومَ القِيامة أعْمى ( ) ومنْ يُعْرض عنْ ذِكر ربّه يَسْلكه عذاباً صَعداً ( وذلك لأنّ
ترْك الّذكْر غَفلة عنه جل جلاله وهذه الغفلة تجلب الشيطان ليحلّ مكان الله )ومَنْ
يَعْشُ عَنْ ذِكْر الرّحمنِ نُقيّض لهُ شيطاناً فهو له قرين( )ومن يكن الشيطان له قريناً
فساء قرينا ( إذا كان الغراب دليل قوم أناخ بهم على جيف الكلاب
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه: {إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قُلْتُ يَا ر
َسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ الْمَسَاجِدُ قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ }
{ لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عزوجل إِلا حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ
السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ } {مَثل الذي يذكر ربّه والّذي لا يذْكره كالحي
والميت } {ما من قوم جلسوا مجلساً وتفرقوا عنه ولم يذكروا الله فيه إلا كأنّما تفرّقوا
عن جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة }
وفي الذكر دوام المعيّة، وهذه المعيّة كفيلة أن تذيقنا حلاوة الحياة أو حياة الإسلام.
والذاكر في معيّة الله، والغافل في معيّة الشيطان، والله هدىً ونور، طمأنينة وآمان، رَوْح
وريحان، نعيم مقيم، بصيرة وانشراح. والشيطان ضلال وظلام، خوف واضطراب، موت
وانعدام، جحيم دائم، وعمىً وضيق، وشتان شتان بين هذا وذاك.