بسم الله الرحمن الرحيم
الكذب لدى الأطفال 000
هل يكذب أحد أبنائك؟؟؟؟؟
أهم أسباب الكذب ما يلي:
1- عدم الأمان.
2- لا تقل يا بني الحقيقة.
3- الكذب الخيالي.
4- يا كذاب.
5- أمي وأبي يكذبان أيضاً.
1- أهم أسباب الكذب،هو: الخوف وعدم الشعور بالأمان..
عندما نستخدم أسلوب المحقق -كما رأينا- أو نستخدم العقاب الشديد أو النهر واللوم والصراخ بصوتٍ عالٍ عندما يتصرف بشكل خاطئ؛ فيكذب في هذه الأحوال للدفاع عن نفسه، والتخلص مما يخاف من العقوبة.
العلاج :
علاج هذا النوع من الكذب، يكون باستخدام الحوار والتفاهم، والأهم إشعاره بالأمان، والسؤال هنا:هل يمكن للوالدين أن يشعرا أبناءهما بالأمان إذا لم يكونا يشعران أصلاً بالأمن والطمأنينة في قلبيهما؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا ينبغي أن يتأملا أسباب عدم طمأنينتهما، سواء في صلتهما بالله أو علاقتهما الزوجية أو ما يتصل بالعمل.. فيبدآن أولاً بتحقيق الأمان والسكينة والطمأنينة لنفسيهما، والإكثار من الدواء الرباني، يقول علام الغيوب: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: من الآية28).
2- من أسباب الكذب ألا نسمح له بقول الحقيقة:
خذ على سبيل المثال موقفاً قد نحتار فيه، عندما يقول الطفل لأمه: إنه يكره أخاه الجديد، يقولها لشعوره بالغيرة منه، قد تضربه أمه لقول الحقيقة وتقول له: عيب لا تقل هذا الكلام، أما إذا لف ودار وساير أمه، وأعلن كذبة واضحة بأنه حالياً يحب أخاه قد تكافئه أمه بحضنه أو قبلة فيستنتج الطفل أن الحقيقة تؤذي، وأن عدم الأمانة وعدم الصدق يفيد، والأم تكافئه، إذن فهي تحب الكذبات الصغيرة.
العلاج
العلاج لهذا النوع من الكذب (لا تقل يا بني الحقيقة): قبوله بعيوبه والعمل على تعديلها، نعترف بمشاعره السلبية، ونظهر تفهمنا لها ونشعره باحترامنا لاستقلاليته، واستقلالية مشاعره عنا، وهذا كفيل -إن شاء الله- بزوالها، مع عدم لومه أو معاتبته عليها، مع العمل على علاج جذور المشكلة التي أدت إلى الشعور السلبي الذي رفضته الأم بطريقتها الخاطئة.. كانت المشكلة أنه يغار من أخيه، هذا الأخ سرق اهتمام والديه، وأكل الجو عليه، فيكون العلاج بعد قبوله بمشاعره السلبية، أن نعمل على تغييرها بإعطائه مزيداً من الاهتمام الصادق والمشاركة في اللعب والحديث وتحسين العلاقة بينه وبين أخيه بطريقة غير مباشرة مثلاً: (أخوك يحتاجك.. أنت ستساعده.. هو يحتاج واحد يلعب معه.. أنت الذي ستفهمه.. أنت الذي ستعلمه.. أنت الذي ستساعدنا على تربيته... إلخ).
3- السبب الثالث من أسباب الكذب: (الكذب الخيالي)،وهو عند الأطفال الصغار.
لمدة معينة من حياة الغير، يعطي الطفل لنفسه ما يحتاجه من (الأمان) أو يتمناه من (الحنان) أو (الهدايا) من خلال الكذب الخيالي، فأكاذيبه هنا تتحدث عن مخاوفه وآماله، عندما يقول الطفل إن أحد أقاربه أهدى إليه سيارة حقيقية كسيارة والده، يمكن أن ندرك رغبته وآماله في ذلك، فنقول له:أنت تريد يكون عندك سيارة مثل سيارة أبيك.. صح.. أنت تريد يكون عندك سيارات كثيرة وسريعة.. جيد)، وهكذا مع مختلف الكذبات التي من هذا النوع.. أظهر تفهمك لما خلف الكلام من المشاعر والمعاني، وساعده على إظهارها والتعرف عليها وقبولها منه، واحذر من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الآباء، سواء من السخرية بهذه الكذبات أو نهره عن هذا الكلام أو اتهامه بالكذب، هذا الاتهام بالكذب سيؤدي به مستقبلاً إلى السبب الرابع من أسباب الكذب.
4- السبب الرابع من أسباب الكذب [يا كذاب]، وهو أن يسمع والديه وهم يقولون له: يا كذاب، سواء بالتصريح أو التلميح بأنه بهذا الوصف..
الذي يكون عندما نرسل له هذه الرسالة (يا كذاب) هو أن نخزن في عقله الباطن صورة الكذاب عن نفسه، فتحركه هذه الصورة نحو الكذب تلقائياً، خلاف ما لو كانت الصورة التي تطبعها في ذهن ابنك عن نفسه صورة مشرقة، كصورة المجاهد والعالم، الذي كانت إحدى الأمهات تذكر ابنها بها، وكانت هذه الصورة هي فعلاً الصورة التي بدأت تكسو شخصية هذا الابن وتحركه نحو الوصول إلى هذا الطموح الرائع.
ولذلك يجب على الوالدين أن يخزنوا في عقل ابنهم أنه صادق وغيرها من الصفات الحميدة التي يريدون زرعها فيه، ويرسلوا هذه الرسائل باستمرار.
.
5- السبب الخامس من أسباب الكذب: (أبي وأمي يكذبان أيضاً):
وهذه مصيبة في الحقيقة، قد يجد الابن والده يكذب على أمه، وأمه تكذب على والده ، والاثنان يكذبان عليه أو على إخوته... وهكذا، فيرث الابن الكذب ويكتسبه من هذا البيت (بيت الكذابين)، وفضلاً عن أن يكون كذاباً فهو يفقد الثقة بأحاديث والديه معه.
قال الشاعر:
كذبت ومن يكذب فإن جزاءه ....... إذا ما أتى بالصدق ألا يصدقا
فالابن لا يفقد الثقة في أحاديث والديه فحسب، بل المرّ والمؤلم أنه يفقد الثقة حتى في عواطفهم، ويفقد احترامه وتقديره لهما، وكل هذا بالغ الألم عليه وعلى والديه الذين لم يتبقَّ لهما شيء بعد كل الذي فقداه.
الدين لا يفرق بين الكذب صغيره وكبيره، فكله كذب، كذلك الطفل، ولذلك يمكن للوالدين أن يسقطوا تاج الصدق عن رؤوسهم أمام أبنائهم بمداومة الكذب ولو في الأشياء الصغيرة.
وعلى من يكذب من الآباء أن يتذكر قول الله –تعالى-:"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" (النحل:105) وعليهم أن يخشوا على أنفسهم الكذب وإثم تعليمه صغارهم فيشاركونهم الوزر كلما كذب هؤلاء الصغار مستقبلاً.
أما إذا صحح الوالدان أو المبتلى منهما بالكذب.. هذا العيب الشنيع في نفسه، وصدق هو أولاً مع الله، ثم استمر الكذب عند الابن.. عندها يوجه الطفل توجيهاً مباشراً وهادئاً، ويخوفونه من صفة الكذب، وأن الله –تعالى- يقول:"مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (قّ:18)، وأنها من صفات المنافقين والفجّار، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الكذب لا يكون في مؤمن، وأن خوفنا من الله جعلنا نتوب من الكذب (لاحظ الاعتراف بكذبهم سابقاً)، وأنت أيضاً ستتوب من الكذب من هذه اللحظة، ثم اطلب من الطفل أن يتوضأ ويصلي ركعتين.. ويستغفر الله (عشر مرات مثلاً)، وقل له: إنه كلما زاد فهذا أفضل، غالباً سيخبركم أنه استغفر أكثر فأظهر الفرح والإعجاب بذلك، وإن كان صغيراً لا يعرف الصلاة فيكفي الاستغفار -إن شاء الله-، وابذل كل جهدك بعد ذلك لضبطه متلبساً بالصدق فتكرمه بتشجيعك وبالعفو عنه عند خطئه؛ لأنه صادق.
أقدم بعض التوصيات للامهات والاباء لعلاج الكذب .
1 ـ ان تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة ، والجميع فيها صادقون ، يشكلون قدوة حسنة ، ويصدقون مع اطفالهم وان يفعلوا ما يقولونه مستذكرين الاية الكريمة .
( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ) سورة الصف : الاية 3 .
ثم تهيئة الاجواء النفسية المريحة في الاسرة فالشخص المطمئن لا يكذب أما الشخص الخائف فيلجأ الى الكذب كوسيلة للهروب من العقاب .
2 ـ اذا اعترف الطفل بذنبه . فلا داعي لقصاص ، لان من اعترف يجب ان يكافأ على هذا الاعتراف مع التوجيه الدقيق شرط الا يستمر الوقوع في الكذب .
3 ـ القيام بتشجيع الطفل على قول الصدق . وتزيين ذلك شعرا ونثرا ونذكيره يقول الشاعر العربي :
الصدق في اقوالنا أقوى لنا * والكذب في افعالنا افعى لنا
وليس دورنا كشف الوجوه البلاغية والمحسنات اللفظية في هذا البيت فلذلك سيدرسه الطفل في مراحل لاحقة . وان تزوده بالمثل القائل ايضا ( الكذاب كذاب ولو صدق ) .
4 ـ التروي في الصاق تهمة الكذب بالطفل قبل التأكد لئلا يألف اللفظة ويستهين بإطلاقها : كأن نتهمه بالكذب ثن نصحب هذا الاتهام بعد ذلك ، ثم ان هذا يضعف من موقفنا التربوي ، ومن قيمة احكامنا القابلة للنقض من نحن انفسنا في برهة وجيزة . وحري بالأباء والمدرسين التنبه الى هذه المسألة .
أضف الى ذلك ان الاتهام العشوائي ، والذي لم يثبت صدقه يشعر الطفل بروح العداء والكراهية نحونا ، وليكن شعارنا ، كل انسان بريء حتى تثبت إدانته وليس العكس .
5 ـ بهض الأراء التربوية في هذا المجال تشير . انه من القواعد المتبعة في مكافحة الكذب ، الا نترك الطفل يمرر كذبته على الاهل والمدرسة .
لان ذلك يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائما ، فبمجرد اشعارنا له أننا اكتشفنا كذبه فهو سوف يحجم في المرات التالية عن الكذب ، وللتذكر بان إنزال العقوبة بعد الاعتراف بذنبه ، تعتبر كانه عوقبة على قول الصدق ، فيجب التسليم ولو لمرات بان الاعتراف بالخطا فضيلة .
6 ـ العدالة والمساواة بين الاخوة .
7 ـ تنمية ثقة الطفل بنفسه .
8 ـ المعالجة النفسية للمصابين بالعقد .
9 ـ التزود بالقيم الدينية .
« وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا » الاسراء اية 80 .
10 ـ اشباع حاجات الطفل بقدر المستطاع والعمل على ان يوجه الطفل الى الايمان وتوجيه سلوكه نحو الامور التي تقع في دائرة قدراته الطبيعية مما يجعله يشعر بالسعادة والهناء عكس تكليف الطفل بأعماق تفوق قدراته مما تؤدي الى الفشل والاحباط والكذب .
11 ـ أما علاج الأطفال الذين يميلون لسرد قصص غير واقعية فياتي عن طريق إقناع الطفل بانك ترى فعلا في قصته طريقة ولكنك بالطبع لا تفكر في قبولها او تصديقها كحقيقة واقعية افضل من العقاب البدني الشديد .
12 ـ يجب ان يشعر الطفل بان الصدق يجلب له النفع وانه يخفف
من وطأة العقاب في حالة ارتكاب الخطأ وان الطفل الذي يكذب ويصتنع بالكذب يؤدي الى فقدان الثقة بالنفس والحرمان وعدم احترام الاخرين له .
13 ـ اما دور الأباء والامهات فيجب ان يكون حلهم لمشكلات أطفلهم عن طريق التفكير العلمي الموضوعي السليم وليس عن طريق العقاب الشديد واحترام الطفل والثقة لان الأب والأم اللذان يقومان بدور المخبر السري عن صدق أبنه يشعره بعدم الثقة فيه أما اشعار الطفل بانه محل احترام وثقة الجميع لايدفعه للكذب
اللهم اجعلنا واولادنا ممن يصدقون الحديث ويبتعدون عن الكذب ..... (( آآآآآآآآآمين ))[/left]
[/sizeالكذب لدى الأطفال 000
هل يكذب أحد أبنائك؟؟؟؟؟
أهم أسباب الكذب ما يلي:
1- عدم الأمان.
2- لا تقل يا بني الحقيقة.
3- الكذب الخيالي.
4- يا كذاب.
5- أمي وأبي يكذبان أيضاً.
1- أهم أسباب الكذب،هو: الخوف وعدم الشعور بالأمان..
عندما نستخدم أسلوب المحقق -كما رأينا- أو نستخدم العقاب الشديد أو النهر واللوم والصراخ بصوتٍ عالٍ عندما يتصرف بشكل خاطئ؛ فيكذب في هذه الأحوال للدفاع عن نفسه، والتخلص مما يخاف من العقوبة.
العلاج :
علاج هذا النوع من الكذب، يكون باستخدام الحوار والتفاهم، والأهم إشعاره بالأمان، والسؤال هنا:هل يمكن للوالدين أن يشعرا أبناءهما بالأمان إذا لم يكونا يشعران أصلاً بالأمن والطمأنينة في قلبيهما؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا ينبغي أن يتأملا أسباب عدم طمأنينتهما، سواء في صلتهما بالله أو علاقتهما الزوجية أو ما يتصل بالعمل.. فيبدآن أولاً بتحقيق الأمان والسكينة والطمأنينة لنفسيهما، والإكثار من الدواء الرباني، يقول علام الغيوب: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: من الآية28).
2- من أسباب الكذب ألا نسمح له بقول الحقيقة:
خذ على سبيل المثال موقفاً قد نحتار فيه، عندما يقول الطفل لأمه: إنه يكره أخاه الجديد، يقولها لشعوره بالغيرة منه، قد تضربه أمه لقول الحقيقة وتقول له: عيب لا تقل هذا الكلام، أما إذا لف ودار وساير أمه، وأعلن كذبة واضحة بأنه حالياً يحب أخاه قد تكافئه أمه بحضنه أو قبلة فيستنتج الطفل أن الحقيقة تؤذي، وأن عدم الأمانة وعدم الصدق يفيد، والأم تكافئه، إذن فهي تحب الكذبات الصغيرة.
العلاج
العلاج لهذا النوع من الكذب (لا تقل يا بني الحقيقة): قبوله بعيوبه والعمل على تعديلها، نعترف بمشاعره السلبية، ونظهر تفهمنا لها ونشعره باحترامنا لاستقلاليته، واستقلالية مشاعره عنا، وهذا كفيل -إن شاء الله- بزوالها، مع عدم لومه أو معاتبته عليها، مع العمل على علاج جذور المشكلة التي أدت إلى الشعور السلبي الذي رفضته الأم بطريقتها الخاطئة.. كانت المشكلة أنه يغار من أخيه، هذا الأخ سرق اهتمام والديه، وأكل الجو عليه، فيكون العلاج بعد قبوله بمشاعره السلبية، أن نعمل على تغييرها بإعطائه مزيداً من الاهتمام الصادق والمشاركة في اللعب والحديث وتحسين العلاقة بينه وبين أخيه بطريقة غير مباشرة مثلاً: (أخوك يحتاجك.. أنت ستساعده.. هو يحتاج واحد يلعب معه.. أنت الذي ستفهمه.. أنت الذي ستعلمه.. أنت الذي ستساعدنا على تربيته... إلخ).
3- السبب الثالث من أسباب الكذب: (الكذب الخيالي)،وهو عند الأطفال الصغار.
لمدة معينة من حياة الغير، يعطي الطفل لنفسه ما يحتاجه من (الأمان) أو يتمناه من (الحنان) أو (الهدايا) من خلال الكذب الخيالي، فأكاذيبه هنا تتحدث عن مخاوفه وآماله، عندما يقول الطفل إن أحد أقاربه أهدى إليه سيارة حقيقية كسيارة والده، يمكن أن ندرك رغبته وآماله في ذلك، فنقول له:أنت تريد يكون عندك سيارة مثل سيارة أبيك.. صح.. أنت تريد يكون عندك سيارات كثيرة وسريعة.. جيد)، وهكذا مع مختلف الكذبات التي من هذا النوع.. أظهر تفهمك لما خلف الكلام من المشاعر والمعاني، وساعده على إظهارها والتعرف عليها وقبولها منه، واحذر من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الآباء، سواء من السخرية بهذه الكذبات أو نهره عن هذا الكلام أو اتهامه بالكذب، هذا الاتهام بالكذب سيؤدي به مستقبلاً إلى السبب الرابع من أسباب الكذب.
4- السبب الرابع من أسباب الكذب [يا كذاب]، وهو أن يسمع والديه وهم يقولون له: يا كذاب، سواء بالتصريح أو التلميح بأنه بهذا الوصف..
الذي يكون عندما نرسل له هذه الرسالة (يا كذاب) هو أن نخزن في عقله الباطن صورة الكذاب عن نفسه، فتحركه هذه الصورة نحو الكذب تلقائياً، خلاف ما لو كانت الصورة التي تطبعها في ذهن ابنك عن نفسه صورة مشرقة، كصورة المجاهد والعالم، الذي كانت إحدى الأمهات تذكر ابنها بها، وكانت هذه الصورة هي فعلاً الصورة التي بدأت تكسو شخصية هذا الابن وتحركه نحو الوصول إلى هذا الطموح الرائع.
ولذلك يجب على الوالدين أن يخزنوا في عقل ابنهم أنه صادق وغيرها من الصفات الحميدة التي يريدون زرعها فيه، ويرسلوا هذه الرسائل باستمرار.
.
5- السبب الخامس من أسباب الكذب: (أبي وأمي يكذبان أيضاً):
وهذه مصيبة في الحقيقة، قد يجد الابن والده يكذب على أمه، وأمه تكذب على والده ، والاثنان يكذبان عليه أو على إخوته... وهكذا، فيرث الابن الكذب ويكتسبه من هذا البيت (بيت الكذابين)، وفضلاً عن أن يكون كذاباً فهو يفقد الثقة بأحاديث والديه معه.
قال الشاعر:
كذبت ومن يكذب فإن جزاءه ....... إذا ما أتى بالصدق ألا يصدقا
فالابن لا يفقد الثقة في أحاديث والديه فحسب، بل المرّ والمؤلم أنه يفقد الثقة حتى في عواطفهم، ويفقد احترامه وتقديره لهما، وكل هذا بالغ الألم عليه وعلى والديه الذين لم يتبقَّ لهما شيء بعد كل الذي فقداه.
الدين لا يفرق بين الكذب صغيره وكبيره، فكله كذب، كذلك الطفل، ولذلك يمكن للوالدين أن يسقطوا تاج الصدق عن رؤوسهم أمام أبنائهم بمداومة الكذب ولو في الأشياء الصغيرة.
وعلى من يكذب من الآباء أن يتذكر قول الله –تعالى-:"إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" (النحل:105) وعليهم أن يخشوا على أنفسهم الكذب وإثم تعليمه صغارهم فيشاركونهم الوزر كلما كذب هؤلاء الصغار مستقبلاً.
أما إذا صحح الوالدان أو المبتلى منهما بالكذب.. هذا العيب الشنيع في نفسه، وصدق هو أولاً مع الله، ثم استمر الكذب عند الابن.. عندها يوجه الطفل توجيهاً مباشراً وهادئاً، ويخوفونه من صفة الكذب، وأن الله –تعالى- يقول:"مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (قّ:18)، وأنها من صفات المنافقين والفجّار، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الكذب لا يكون في مؤمن، وأن خوفنا من الله جعلنا نتوب من الكذب (لاحظ الاعتراف بكذبهم سابقاً)، وأنت أيضاً ستتوب من الكذب من هذه اللحظة، ثم اطلب من الطفل أن يتوضأ ويصلي ركعتين.. ويستغفر الله (عشر مرات مثلاً)، وقل له: إنه كلما زاد فهذا أفضل، غالباً سيخبركم أنه استغفر أكثر فأظهر الفرح والإعجاب بذلك، وإن كان صغيراً لا يعرف الصلاة فيكفي الاستغفار -إن شاء الله-، وابذل كل جهدك بعد ذلك لضبطه متلبساً بالصدق فتكرمه بتشجيعك وبالعفو عنه عند خطئه؛ لأنه صادق.
أقدم بعض التوصيات للامهات والاباء لعلاج الكذب .
1 ـ ان تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة ، والجميع فيها صادقون ، يشكلون قدوة حسنة ، ويصدقون مع اطفالهم وان يفعلوا ما يقولونه مستذكرين الاية الكريمة .
( كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ) سورة الصف : الاية 3 .
ثم تهيئة الاجواء النفسية المريحة في الاسرة فالشخص المطمئن لا يكذب أما الشخص الخائف فيلجأ الى الكذب كوسيلة للهروب من العقاب .
2 ـ اذا اعترف الطفل بذنبه . فلا داعي لقصاص ، لان من اعترف يجب ان يكافأ على هذا الاعتراف مع التوجيه الدقيق شرط الا يستمر الوقوع في الكذب .
3 ـ القيام بتشجيع الطفل على قول الصدق . وتزيين ذلك شعرا ونثرا ونذكيره يقول الشاعر العربي :
الصدق في اقوالنا أقوى لنا * والكذب في افعالنا افعى لنا
وليس دورنا كشف الوجوه البلاغية والمحسنات اللفظية في هذا البيت فلذلك سيدرسه الطفل في مراحل لاحقة . وان تزوده بالمثل القائل ايضا ( الكذاب كذاب ولو صدق ) .
4 ـ التروي في الصاق تهمة الكذب بالطفل قبل التأكد لئلا يألف اللفظة ويستهين بإطلاقها : كأن نتهمه بالكذب ثن نصحب هذا الاتهام بعد ذلك ، ثم ان هذا يضعف من موقفنا التربوي ، ومن قيمة احكامنا القابلة للنقض من نحن انفسنا في برهة وجيزة . وحري بالأباء والمدرسين التنبه الى هذه المسألة .
أضف الى ذلك ان الاتهام العشوائي ، والذي لم يثبت صدقه يشعر الطفل بروح العداء والكراهية نحونا ، وليكن شعارنا ، كل انسان بريء حتى تثبت إدانته وليس العكس .
5 ـ بهض الأراء التربوية في هذا المجال تشير . انه من القواعد المتبعة في مكافحة الكذب ، الا نترك الطفل يمرر كذبته على الاهل والمدرسة .
لان ذلك يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائما ، فبمجرد اشعارنا له أننا اكتشفنا كذبه فهو سوف يحجم في المرات التالية عن الكذب ، وللتذكر بان إنزال العقوبة بعد الاعتراف بذنبه ، تعتبر كانه عوقبة على قول الصدق ، فيجب التسليم ولو لمرات بان الاعتراف بالخطا فضيلة .
6 ـ العدالة والمساواة بين الاخوة .
7 ـ تنمية ثقة الطفل بنفسه .
8 ـ المعالجة النفسية للمصابين بالعقد .
9 ـ التزود بالقيم الدينية .
« وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا » الاسراء اية 80 .
10 ـ اشباع حاجات الطفل بقدر المستطاع والعمل على ان يوجه الطفل الى الايمان وتوجيه سلوكه نحو الامور التي تقع في دائرة قدراته الطبيعية مما يجعله يشعر بالسعادة والهناء عكس تكليف الطفل بأعماق تفوق قدراته مما تؤدي الى الفشل والاحباط والكذب .
11 ـ أما علاج الأطفال الذين يميلون لسرد قصص غير واقعية فياتي عن طريق إقناع الطفل بانك ترى فعلا في قصته طريقة ولكنك بالطبع لا تفكر في قبولها او تصديقها كحقيقة واقعية افضل من العقاب البدني الشديد .
12 ـ يجب ان يشعر الطفل بان الصدق يجلب له النفع وانه يخفف
من وطأة العقاب في حالة ارتكاب الخطأ وان الطفل الذي يكذب ويصتنع بالكذب يؤدي الى فقدان الثقة بالنفس والحرمان وعدم احترام الاخرين له .
13 ـ اما دور الأباء والامهات فيجب ان يكون حلهم لمشكلات أطفلهم عن طريق التفكير العلمي الموضوعي السليم وليس عن طريق العقاب الشديد واحترام الطفل والثقة لان الأب والأم اللذان يقومان بدور المخبر السري عن صدق أبنه يشعره بعدم الثقة فيه أما اشعار الطفل بانه محل احترام وثقة الجميع لايدفعه للكذب
اللهم اجعلنا واولادنا ممن يصدقون الحديث ويبتعدون عن الكذب ..... (( آآآآآآآآآمين ))[/left]