بسم الله الرحمن الرحيم
سبيل الخروج من زمن الضياع
إن الأمة التي لا تعظم خالقَها ورازقَها ولا تقدر نبيَها ولا ترفع رأسا بكتاب ربها -عز وجل- حريِ بها أن تعيشَ في الضياع الدائم والتشرد المستمر ، ما لم تعد إلى إيمانها وإسلامها ، وهذا من طبيعة الحال لا يتأتى إلا بالرجوع الحقيقي لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه السلام .... وواقعنا المعاصر الموبوء بالأمراض المزمنة والفتاكة قد حوى بين أزقته ودروبه كل معاني الضياع والتيه والحيرة زيادة على ذلك الإنفلات الديني ، فوا أسفا على أمة همها الكأسُ والغانيات والطربُ .... ضياعٌ في العقيدة، ضياعٌ في التوحيد ،ضياعٌ في العلم، ضياعٌ في الأخلاق ، ضياعٌ في كل مجالات الحياة ...
والعدلُ قد أمسى حديثَ خرافة ...... والصدقُ أصبح للسذاجة مصدرا
فقد أصبح المسلمُ الموحدُ يتمنى ما أخبر به الصادقُ الذي لا ينطق عن الهوى صلى اللهُ عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ...
عن أبي حازم عن أبي هريرة قال :
{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء} هذا لفظ مسلم...
وفي البخاري عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه}
يقول ابن بطال -رحمه الله- : وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما هو لخوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر ...ويقول ابنُ حجر -رحمه الله- وليس هذا عاما في حق كل أحد وإنما هو خاص بأهل الخير ، وأما غيرهم فقد يكون لما يقع لأحدهم من المصيبة في نفسه أو أهله أو دنياه وإن لم يكن في ذلك شيء يتعلق بدينه . انتهى[ فتح الباري ج 13 ص 108]
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ولكن لا تتسع لها هذه الورقة ، ومن أرادها فليراجع كتاب الفتن من صحيح البخاري وصحيح مسلم ...
المهم أن الضياع والتشرد قد أصبح سيدَ الموقف في هذا الزمان مع كامل الأسى والأسف ، إذا ذهبت إلى المسجد وجدت البدعةَ ضاربة ً أطنابها ، وإذا ذهبت إلى الأسواق والشوارع ألفيت ما لم تشاهده من قبل أبتداء ً بالشرك الأكبر والأصغر وانتهاءً بالعري الفاحش والتفسخ السافر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأما الإدارات والمصانع والمتاجر فهناك مظانُ الرشوة والغش والخداع والكذب والمين...وهلم جرا...
فيا موت زر إن الحياةَ ذميمةٌ .... ويا نفسُ جدي إن دهرَك هازلُ
على كل حال إن الحيرة والتشرد والهلاك الذي تعيشه البشرية ككل ، لا عاصم لها ولا منج إلا الكتاب الذي قال الله في حقه {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } ومتابعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله وقد قال الله عز وجل عنه{وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين } النور الآية 52
يقول الشيخ مانع القطان -رحمه الله- كما في كتابه [مباحث في علوم القرآن] ص 14
[والإنسانية المعذبة اليوم في ضميرها ، المضطربة في أنظمتها ، المتداعية في أخلاقها ، لا عاصم لها من الهاوية التي تتردى فيها إلا القرآن (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) والمسلمون هم وحدهم الذين يحملون المشعل وسط دياجير النظم والمبادئ الأخرى ، فحري بهم أن ينفضوا أيديهم من كل بهرج زائف، وأن يقودوا الإنسانية الحائرة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة ، حتى يأخذوا بيدها إلى شاطئ السلام ، وكما كانت لهم الدولة في الماضي ، فإنها كذلك لن تكون لهم إلا به في الحاضر] انتهى
سبيل الخروج من زمن الضياع
إن الأمة التي لا تعظم خالقَها ورازقَها ولا تقدر نبيَها ولا ترفع رأسا بكتاب ربها -عز وجل- حريِ بها أن تعيشَ في الضياع الدائم والتشرد المستمر ، ما لم تعد إلى إيمانها وإسلامها ، وهذا من طبيعة الحال لا يتأتى إلا بالرجوع الحقيقي لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه السلام .... وواقعنا المعاصر الموبوء بالأمراض المزمنة والفتاكة قد حوى بين أزقته ودروبه كل معاني الضياع والتيه والحيرة زيادة على ذلك الإنفلات الديني ، فوا أسفا على أمة همها الكأسُ والغانيات والطربُ .... ضياعٌ في العقيدة، ضياعٌ في التوحيد ،ضياعٌ في العلم، ضياعٌ في الأخلاق ، ضياعٌ في كل مجالات الحياة ...
والعدلُ قد أمسى حديثَ خرافة ...... والصدقُ أصبح للسذاجة مصدرا
فقد أصبح المسلمُ الموحدُ يتمنى ما أخبر به الصادقُ الذي لا ينطق عن الهوى صلى اللهُ عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ...
عن أبي حازم عن أبي هريرة قال :
{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين إلا البلاء} هذا لفظ مسلم...
وفي البخاري عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه}
يقول ابن بطال -رحمه الله- : وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما هو لخوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر ...ويقول ابنُ حجر -رحمه الله- وليس هذا عاما في حق كل أحد وإنما هو خاص بأهل الخير ، وأما غيرهم فقد يكون لما يقع لأحدهم من المصيبة في نفسه أو أهله أو دنياه وإن لم يكن في ذلك شيء يتعلق بدينه . انتهى[ فتح الباري ج 13 ص 108]
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ولكن لا تتسع لها هذه الورقة ، ومن أرادها فليراجع كتاب الفتن من صحيح البخاري وصحيح مسلم ...
المهم أن الضياع والتشرد قد أصبح سيدَ الموقف في هذا الزمان مع كامل الأسى والأسف ، إذا ذهبت إلى المسجد وجدت البدعةَ ضاربة ً أطنابها ، وإذا ذهبت إلى الأسواق والشوارع ألفيت ما لم تشاهده من قبل أبتداء ً بالشرك الأكبر والأصغر وانتهاءً بالعري الفاحش والتفسخ السافر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأما الإدارات والمصانع والمتاجر فهناك مظانُ الرشوة والغش والخداع والكذب والمين...وهلم جرا...
فيا موت زر إن الحياةَ ذميمةٌ .... ويا نفسُ جدي إن دهرَك هازلُ
على كل حال إن الحيرة والتشرد والهلاك الذي تعيشه البشرية ككل ، لا عاصم لها ولا منج إلا الكتاب الذي قال الله في حقه {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } ومتابعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله وقد قال الله عز وجل عنه{وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين } النور الآية 52
يقول الشيخ مانع القطان -رحمه الله- كما في كتابه [مباحث في علوم القرآن] ص 14
[والإنسانية المعذبة اليوم في ضميرها ، المضطربة في أنظمتها ، المتداعية في أخلاقها ، لا عاصم لها من الهاوية التي تتردى فيها إلا القرآن (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) والمسلمون هم وحدهم الذين يحملون المشعل وسط دياجير النظم والمبادئ الأخرى ، فحري بهم أن ينفضوا أيديهم من كل بهرج زائف، وأن يقودوا الإنسانية الحائرة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة ، حتى يأخذوا بيدها إلى شاطئ السلام ، وكما كانت لهم الدولة في الماضي ، فإنها كذلك لن تكون لهم إلا به في الحاضر] انتهى