ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فــــوائد مــن قصـــة آدم :
1-أن هذه القصة العظيمة ذكرها الله في كتابه في مواضع
كثيرة صريحة لا ريب فيها ولا شك ، وهــي مـــن أعظــم
القصــص التي اتفقت عليها الرســل ، ونزلت بها الكتــب
السمــــاوية ، واعتــقــدها جميع أتباع الأنبياء من الأولين
والآخرين...
2- فضيلة العلم،وأن الملائكة لما تبين لهم فضل آدم بعلمه
عـــرفوا بـــذلك كماله ، وأنه يستـحــق الإجلال والتوقير .
3- أن مَـــنْ مَنَّ الله عليه بالعلم عليه أن يعترف بنعمة الله
عليه ، وأن يقــــول كما قالت الملائكة والرسل ( سُبْحَانَكَ
لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا )، وأن يتوقى التكلم بما لا يعلم ،
فــــإن العلم أعظم المنن ، وشكر هذه النعمة الاعتراف لله
بها ، والثـناء عليه بتعليمها ، وتعليم الجهال ، والوقوف
علــى ما علــمه العبـــد ، والسكــوت عـــما لـــم يعـــلمه .
4- أن الله جعـــــل هذه القصة لنا معتبرا،وأن الحسد والكبر
والحـــــرص من أخطر الأخلاق على العــــبد ، فكبر إبليس
وحســـده لآدم صيـــره إلى ما تــرى ، وحرص آدم وزوجه
حملــهما علـــى تناول الشجـــرة ، ولولا تـــدارك رحمة الله
لهــما لأودت بهــما إلى الهلاك ، ولكــــن رحمة الله تكــمل
الناقــص ، وتجبر الكسير ، وتنجي الهالك،وترفع الساقط .
- أنــــه ينبغي للعبد إذا وقع في ذنب أن يبادر إلى التوبة و
الاعتراف ، ويقول ما قاله الأبوان من قلب خـالص ، وإنابة
صادقة ; فما قـص الله علينا صفة توبتـهما إلا لنقـتدي بهما
فنفوز بالسعادة،وننجو من الهلكة;وكذلك ما أخبرنا بما قاله
الشيطان من توعدنا وعزمه الأكيـد على إغوائنا بكل طريق
إلا لنستعـد لهذا العدو الذي تظــاهر بهذه العـــداوة البليغــة
المتأصلة ، والله يحب منا أن نقاومه بكل ما نقدر عليه من
تجنب طــرقه وخطـــواته ، وفعل الأسباب التي يخشى منها
الــوقــــوع في شبـــاكه ، ومـــن عمل الحصون من الأوراد
الصحيحة ، والأذكار القلبيــة ، والتعوذات المتنوعة ، ومن
السلاح المهلك له من صدق الإيمان،وقوة التوكل على الله ،
و مراغمته في أعمال الخير ، و مقاومة وساوسه و الأفكار
الرديــــئـــة التي يدفـع بها إلى القلب كل وقت بما يضادها ،
ويبــــطلها من العلوم النافعة والحقائق الصادقة .
6-أن فيها دلالة لمذهب أهل السنة والجماعة المثبتين لله ما
أثبته لنفسه من الأسماء الحســـنى والصفات كلها ، لا فرق
بين صفـات الـــذات ، ولا بــــيـــــن صفـــات الأفـــــعـــال .
7- إثبات اليدين لله كما هو في قصة آدم صريحا (لِمَا خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ ) ، فله يدان حقيقة ، كما أن ذاته لا تشبهها الذوات ،
فصفاته تعالى لا تشبهها الصفات .