منتديات مفاتيح الجنة

زائرنا الحبيب أهلاً بك ومرحباً يمكنك الإطلاع أو نسخ الموضوعات دون التسجيل أو إضافة ردود ويسعدنا إنضمامك الينا بتسجيلك بالمنتدي والله المستعان

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مفاتيح الجنة

زائرنا الحبيب أهلاً بك ومرحباً يمكنك الإطلاع أو نسخ الموضوعات دون التسجيل أو إضافة ردود ويسعدنا إنضمامك الينا بتسجيلك بالمنتدي والله المستعان

منتديات مفاتيح الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مفاتيح الجنة

* إسلامي قائم علي الكتاب والسنة * { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }


    حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟

    امون
    امون
    المشرفة المميزة
    المشرفة المميزة


    الساعة الآن :
    انثى
    العمر : 62
    العمل : ربة منزل
    الهوايات : قراة القران الكريم
    رقم العضوية : 279
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008
    عدد الرسائل : 275
    البلد : المدينة : المنطقة الشرقية الجبيل الصناعي
    علم بلدك : حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟ Saudi_10
    الاوسمة : حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟ Shkr10
      دعاء : حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟ 15781610

    حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟ Empty حَــــــــــــــــــرُّ الصَيـــــــــــــــــــــف ... بم يُذكِّرُكَ؟

    مُساهمة من طرف امون الإثنين مارس 08, 2010 10:05 pm


    باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ,أما بعد :
    فلا شك أن الله تعالى خلق لعباده دارين يجزيهم فيها بأعمالهم ,
    مع البقاء في الدارين من غير موت ,

    و خلق دارًا معجلة للأعمال و جعل فيها موتا و حياة ,
    وابتلى عباده فيها بما أمرهم به و نهاهم عنه ,
    و كلفهم الإيمان بالغيب ,
    و منه الإيمان بالجنة و النار ,
    و أنزل بذلك الكتب , و أرسل به الرسل ,
    و أقام أمارات و علامات تدل على داري الجزاء الجنة و النار ,
    فإن إحدى الدارين المخلوقتين للجزاء دار نعيم محض لا يشوبه ألم ,
    و أخرى دار عذاب محض ليس فيها راحة .
    و هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم و الألم ,
    فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها,
    و ما فيها من الألم يذكر بعذاب النار أعاذنا الله و إياكم منها ,
    و جعل الله عز وجل في هذه الدار أشياء كثيرة تذكر بدار الغيب المؤجلة الباقية .
    فكل ما في الدنيا يدل على صانعه ,
    و يذكر به ,
    و يدل على صفاته ,
    فما فيها من نعيم وراحة يدل على كرم خالقه و فضله و إحسانه و جوده و لطفه ,
    و ما فيها من نقمة شديدة و عذاب بئيس يدل على شدة بأسه و بطشه و قهره و انتقامه.
    فمنها ما يذكر بالجنة كزمن الربيع ,
    فإن طيبه يُذكر بنعيم الجنة و طيبها ,
    و أوقات الأسحار فإن بردها يُذكر ببرد الجنة .
    و منها ما يذكر بالنار ,
    فإن الله تعالى جعل في الدنيا أشياء كثيرة تذكر بالنار المعدة لمن عصاه , فمن ذلك أماكن و أزمان و أجسام و غير ذلك .
    أما الأماكن فكثير من البلدان مفرطة الحر أو البرد .
    و أما الأزمان فشدة الحر و البرد يذكر بما في جهنم من الحر و الزمهرير .
    و أما الأجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة ,
    منها الشمس عند اشتداد حرها ,
    و مما يؤمر فيه بالصبر على حر الشمس النفير للجهاد في الصيف ,
    كما قال الله تعالى عن المنافقين :
    ((وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)) [التوبة : 81]
    و كذلك في المشي إلى المساجد لشهود الجمع و الجماعات ,
    و شهود الجنائز و نحوها من الطاعات .
    و في الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه , قال :
    (( لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحرِّ ,
    و إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر و ما من احد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن رواحه )) .
    و لما صبر الصائمون لله في الحرِّ على شدة العطش و الظمأ ,
    أفرد الله لهم بابا من أبواب الجنة الثمانية يقال له الريان ,
    من دخله شرب و من شرب لم يظمأ بعدها أبدًا ,
    فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم .
    و دخل ابن وهب الحمام فسمع تاليا يتلو قول الله عز و جل :
    ((وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ)) . [غافر : 47] فسقط مغشيا عليه .
    وصبَّ بعض السلف على رأسه ماءً فوجده شديد الحرارة ,
    فبكى و قال :
    ذكرت قول الله تعالى :
    ((يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ))[الحج : 19-20] .
    و قال الحسن كل برد أهلك شيئا فهو من نَفَس جهنم ,

    و كل حر أهلك شيئا فهو من نَفَس جهنم .
    و رأى عمر بن عبد العزيز قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل وتوقوا الغبار فبكى ثم أنشد :
    من كان حين تصيب الشمس جبهته *** أو الغبار يخاف الشين و الشعثا
    ويألف الظلَّ كــي تبقــــــى بشـاشته *** فسوف يسكن يوما راغمًا جدثا
    فـي ظـل مقـفرة غبـــراء مظـلمـــة *** يطل تحت الثرى في غمها اللبثا
    تجهـــزي بجـــهاز تـبلغـيــن بـــــه *** يا نفس قبل الردى لم تُخلقي عبثا

    و نزل الحجاج في بعض أسفاره بماءٍ بين مكة و المدينة ,
    فدعا بغدائه ,
    و رأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه ,
    فقال له :
    دعاني من هو خير منك فأجبته ,
    قال :
    ومن هو؟
    قال :
    الله سبحانه و تعالى ,
    دعاني إلى الصيام فصمت ,
    فقال الحجاج :
    في هذا اليوم الشديد الحر ؟
    قال :
    نعم ,
    صُمتُ ليوم هو أشد منه حرا ,
    قال :
    فأفطر و صم غدا ,
    فقال الأعرابي :
    إن ضمنت لي البقاء إلى غدٍ ,
    قال :
    ليس ذلك إليَّ ...!! ,
    قال :
    فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه ؟! .
    و خرج ابن عمر رضي الله عنه في سفر معه أصحابه ,
    فوضعوا سُفرة لهم ,
    فمر بهم راع فدعوه إلى أن يأكل معهم , ,
    قال :
    إني صائم ,
    فقال ابن عمر :
    في مثل هذا اليوم الشديد الحر و أنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم و أنت صائم ؟! ,
    فقال :
    أبادر أيامي الخالية ,
    فتعجب منه ابن عمر ,
    و قال له:
    هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك و نعطيك ثمنها ؟
    قال :
    إنها ليست لي ,
    إنها لمولاي,
    قال :
    فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت :
    أكلها الذئب ؟
    – يختبر أمره - ,
    فمضى الراعي و هو رافع أصبعه إلى السماء يقول :
    فأين الله !!
    فلم يزل ابن عمر يردد كلمته هذه ,
    فلما قدم المدينة بعث إلى سيد الراعي ,
    فاشترى منه الراعي و الغنم ,
    فأعتق الراعي ووهب له الغنم .
    و مما يذكرنا في الدنيا أيضا بحرِّ النار ,
    الحمى التي تصيب بني آدم وهي نار باطنة ,
    فمنها نفحة من نفحات سموم جهنم ,
    و منها نفحة من نفحات زمهريرها ,
    و قد روى الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد مريضًا من وعكٍ كان به ,
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( أبشر فإن الله يقول :
    هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة ))
    , و المراد أن الحمى تكفِّر ذنوب المؤمن و تنقيه منها ,
    كما ينقي الكير خبث الحديد .
    و من أعظم ما يذكر بنار جهنم –
    أعاذنا الله منها – النار التي في الدنيا ,
    قال الله تعالى : (( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ))[الواقعة : 73] ,
    يعني أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة بنار الآخرة .
    و قد مر ابن مسعود رضي الله عنه بالحدادين و قد اخرجوا حديدا من النار فوقف ينظر إليه و يبكي .
    هذا و نار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم ,
    ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
    ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم , قيل يا رسول الله :
    إن كانت لكافية !!!

    قال :
    فُضلت عليها بتسعة و ستين جزءا كلها مثل حرها .
    و قال بعض السلف لو أُخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لناموا فيها ألفي عام .
    يعني أنهم يرونها بردا و نعيما بالنسبة لما هم فيه من حر جهنم .
    و كان عمر رضي الله عنه يقول :
    أكثروا ذكر النار
    , فإن حرها شديد ,
    و إن قعرها بعيد , و إن مقامعها حديد .
    و كان ابن عمر و غيره من السلف إذا شربوا الماء البارد ,
    بكوا و ذكروا أمنية أهل النار و هم يشتهون الماء البارد ,
    و قد حيل بينهم و بين ما يشتهون ,
    يقولون لأهل الجنة كما اخبر الله تعالى :
    ((وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ)
    فكان رد أهل الجنة عليهم كما أخبر رب العزة سبحانه :
    (( قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) [الأعراف : 50] .
    هذا و قد قال الله عز و جل :
    ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)) [الذاريات : 55] فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و أن يزدنا علما,
    ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار,
    و صلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما , و الله من وراء القصد .


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 28, 2024 8:34 pm