من طرف لا يخلو منزل في العالم العربي من
منتج صيني !! ومع ذلك كان موقف الصين وروسيا مخزيا خلال اجتياح الصهاينة
غزة على مدى ثلاثة وعشرين يوما ،
فلم تتحمس روسيا لا رسميا ولا شعبيا
لمناهضة الغزو الصهيوني ،
ولم تتحرك الصين الرسمية قط ،
فقد كانت منشغلة
بالاحتفال بمرور ثلاثين عاما على إقامتها علاقات دبلوماسية مع أميريكا ،
وإن كانت شوارعها قد شهدت مظاهرات ضعيفة للغاية نددت بما يحدث في غزة
وعلى
الرغم من هذا الموقف المخزي ،
فإن كثيراً من المحللين السياسيين ،
يتوقعون
أن الصين سوف تتبوأ الصدارة في قيادة العالم خلال الربع الأول من القرن
الحالي(الحادي والعشرين الميلادي)، ويستندون في ذلك إلى عوامل مختلفة منها:
1- إن الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها القوة الأعظم حالياً سوف تأخذ في
الانهيار بفعل قوى متعددة كالديون والبطالة والتمييز العنصري ومحاولات بعض
الولايات الغربية الاستقلال.. والكوارث البيئية ...إلخ،
وذلك خلال السنوات
العشرين الأولى من هذا القرن.
2- إن القوتين المرشحتين لخلافة أمريكا في قيادة العالم هما: الصين
والاتحاد الأوربي.
وبما أن الاتحاد الأوربي تحكمه خلافات عرقية متعددة
ونزاعات مصالح اقتصادية متعددة؛
فقد يفقد قدرته على التوحد مقارنةً بالصين.
3- إن الصين -التي تتظاهر دائماً بأنها دولة نامية- تتبع سياسة انتشار
هادئة ودقيقة ومنظمة من خلال نشر ثقافتها ومنتجاتها ودخولها في عدد من
الاتفاقيات التجارية على أوسع نطاق عالمياً ومن ثم فإنها كالنمر الرابض
الذي سيثور فجأة ليفترس كل من يهدد حياته.
وهي بحكم كثافتها البشرية (1.4
مليار) التي تمثل "سدس" العالم تقريباً قادرة على تجييش الجيوش التي
تستخدم ما لديها من أسلحة من ضمنها أسلحة دمار شامل.
لهذا كله، يهمنا كمسلمين أن نوثق علاقاتنا بالصين،
وأن نتعرف أكثر هوية
هذا الشعب العجيب الغريب.
ويأتي في المقام الأول -في هذا الصدد- أن نتعرف
واقع مسلمي الصين،
وما ينتظرهم من مستقبل.
متى أسلم الصينيون؟:
لقد دخل الإسلام الصين في وقت مبكر جداً من ظهور الإسلام،
فهناك روايتان
إحداهما ضعيفة -في نظرنا- لعدم وجود ما يؤيدها في كتب السيرة والسنة التي
بين أيدينا برغم أنها الرواية الأكثر شيوعاً بين الصينيين،
وتزعم هذه
الرواية أن الإسلام دخل إلى الصين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على يد
الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما بعثه النبي استجابةً لرغبة
ملك الصين.
والرواية الثانية وردت عند الطبري،
وتؤيدها المدونات التاريخية الصينية
وخلاصتها:
أن القائد المسلم "قتيبة بن مسلم الباهلي"
هو الذي فتح الصين
سنة 96 هجرية، في عهد الامبراطور (يونج هوي 651م)،
وتقول هذه الرواية: إن
ملك الصين اجتمع بالوفد الذي أرسله إلي قتيبة عارضاً إما الحرب أو الدخول
في الإسلام أو الجزية. وكان الوفد يتكون من عشرة من جيش قتيبة، وقد حملهم
قتيبة رسالة بالمعنى السابق وذيّلها بقوله: إنه أقسم ألا ينصرف حتى يطأ
أرضهم، ويختم ملوكهم، ويجبي خراجهم،
ورأى ملك الصين أن يبعث إليه بصحاف من
ذهب فيها تراب من أرضه حتى يطأه بقدمه إبراراً بقسمه.
كما بعث إليه حريراً
وذهباً وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ختمهم قتيبة وأعادهم وأخذ الذهب.
وكان نزول قتيبة في منطقة (كاشغر) التي ذكرها الطبري وهي أقرب بلاد الصين
إلى ما كان المسلمون قد فتحوه من بلاد ما وراء النهر، وهي تقع حالياً في
مقاطعة (شينج يانج) غربي الصين.
وفيما تلا ذلك من سنوات تزايدت وفود العرب إلى الصين لأهداف تجارية
ودعوية؛
مما أدى إلى سِرعة انتشار الإسلام في الصين.
وإن كان هذا الانتشار
محدوداً بالقياس إلى عدد سكان الصين.
الوضع الحالي لمسلمي الصين:
في الصين عدد من المسلمين -طبقاً لتقديرات سنة 2001م حسبما بثته قناة
المعلومات الإسلامية المستقلة- يتراوح بين 35 إلى 40 مليون مسلم، وفيها
أربعة وثلاثون ألف مسجد،
وأكثر من أربعمئة منظمة إسلامية. وترجع صعوبة
معرفة العدد الحقيقي للمسلمين إلى أن الحكومة تقيم إحصاءاتها الرسمية على
القوميات لا الديانات.
ولكن مشكلة هؤلاء المسلمين أنهم
[وإن كان عددهم
يعادل عدد سكان دولة مسلمة بكاملها]
لا يمثلون ثقلاً سياسياً في الصين،
لأنهم لا يؤلفون -فيما بينهم- جماعة واحدة لها مصالح مشتركة Imagined
Community. بل إنهم متفرقون في جماعات عرقية متعددة
. وقد صنفت الحكومة عشر
قوميات تضم غالبية المسلمين
-وليس كلهم- من مجموع ست وخمسين قومية!.
تعليم المسلمين في الصين:
كما هو الحال في البلدان الإسلامية جميعاً؛
بدأ تعليم المسلمين في بلاد
الصين من خلال المساجد، ثم الكتاتيب (المكاتب) التي تقوم بتحفيظ القرآن
الكريم حتى كان عام 1928 حين أنشئت "مدرسة التعليم الإسلامي" بشنغهاي
لإعداد أئمة مساجد ومعلمين للغة العربية.
وبعد عام أي في 1929 أنشئت في
المدينة ذاتها (الجمعية الإسلامية) لإعداد الأئمة وإنشاء وإدارة المدارس
ونشر الكتب الإسلامية بحيث صار للمسلمين أكثر من عشر صحف ومجلات وعشرون
مدرسة متوسطة وابتدائية إسلامية وانتشرت المراكز الإسلامية التعليمية.
وفي نوفمبر 1955 أنشئ المعهد الإسلامي في بكين لتثقيف المسلمين وإعداد الأئمة، وفي المعهد نوعان من الدراسة:
- دراسة عادية للطلاب المسلمين مدتها أربع سنوات.
- دراسة دينية خاصة للكبار مدتها ستة أشهر.
وتضم مكتبة المعهد حالياً خمسين ألف مجلد،
وثلاثة معامل للكيمياء والفيزياء والأحياء وبه كذلك متحف.
وقد يُصاب القارئ بالدهشة حين يقرأ أن عدد المساجد بالصين كان نحو 40 ألف
مسجد عام التحرير 1949، ثم صار 24 ألف مسجد، ثم 34 ألف مسجد، فهذا التناقض
مرجعه إلى المد والجزر الذي تمارسه الشيوعية بين حين وآخر مع المسلمين.
الدور التربوي للمساجد في الصين:
ومع ذلك فقد استطاعت التربية الإسلامية من خلال المساجد في الصين أن تحقق كثيراً من أهدافها:
1- توثيق صلة مسلمي الصين بالدول الإسلامية ومسلميها.
2- محافظة المسلمين في الصين على هويتهم فلم يذوبوا في الثقافة الكونفوشيوسية السائدة حولهم.
3- التقريب بين الفرق والمذاهب والجماعات الإسلامية المختلفة، وتأكيد أهمية وحدة المسلمين.
4- تخريج أعداد وفيرة من العلماء والمعلمين والأئمة ممن لهم دراية بثقافة
الصين وتقاليدها ودياناتها. وقد كان لهؤلاء الرواد من العلماء الصينيين
أثر بالغ في زيادة الإقبال على الإسلام، ومنهم ("وان داي يون"، و"ليوجي"،
و"ماجون" .. وغيرهم).
5- رفع المستوى الثقافي والأخلاقي للمسلمين الصينيين من خلال المناهج الدراسية الميسرة والممتعة.
ستقبل الإسلام في الصين ودور التربية:
يقع على عاتق التربية الإسلامية مهمة زيادة نشر الوعي بالإسلام بين
الصينيين لاسيما بعد أن سمحت بعض الجامعات الصينية بدراسة الإسلام في
تخصصاتها،
حيث تخرج دفعة ماجستير سنة 1986 في تخصص "الدراسات الإسلامية".
وقد حدث تقارب بين الإسلام والصين حيث أكد مسؤول وزارة شؤون الأديان في
المؤتمر الصيني السابع لمجلس الشعب في بكين هذا التقارب،
ونتج عن ذلك صدور
قرار باعتبار (الجمعية الإسلامية الصينية مسؤولة عن الإشراف على إدارة
وتنظيم المساجد،
وبذلك أصبحت الجمعية مسؤولة رسمياً عن تعيين الأئمة،
وتجري لهم امتحانات في مقرها في بكين قبل تسلميهم العمل.
- كما تمثل الجمعية الدولة في استقبال الوفود الإسلامية ومرافقتها.
وحتى يتعزز هذا الدور، خاصة في ظل الهجمة الغربية على الإسلام بعد أحداث
11 سبتمبر في أميركا، ينبغي أن تسعى المنظمات الإسلامية إلى دعم الدور
التربوي للهيئات الإسلامية في الصين من خلال:
1- زيادة أعداد المنح الدراسية لأبناء الصين في الجامعات الإسلامية في الدول العربية.
2- تزويد مكتبات المساجد والمدارس الصينية بالكتب والمراجع وترجمات معاني القرآن الكريم.
3- مساعدة الأقلية المسلمة في الصين مادياً لدعم إنشاء مدارس أهلية لتعليم اللغة العربية لأبنائها.
4- تشجيع الترجمة من العربية إلى الصينية والعكس لزيادة التعاون المتبادل بين المسلمين.
5- إرسال وفود من رابطة العالم الإسلامي، والأزهر،
ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ للإصلاح والتوفيق بين التيارات المتناقضة في الصين.
- أن تقوم الهيئات السابقة باستضافة العلماء المسلمين الصينيين من حين آخر ليعايشوا البلاد العربية ويزوروا مكتباتها.
7- استخدام التكنولوجيا الحديثة (الأشرطة بأنواعها واللوحات والرسوم وشبكة
المعلومات الدولية) في تحقيق أكبر قدر من الثقافة الإسلامية للشباب الصيني
المسلم.
وتبادل زيارات طلاب الجامعات الصينية مع الجامعات الإسلامية
العربية.
منتج صيني !! ومع ذلك كان موقف الصين وروسيا مخزيا خلال اجتياح الصهاينة
غزة على مدى ثلاثة وعشرين يوما ،
فلم تتحمس روسيا لا رسميا ولا شعبيا
لمناهضة الغزو الصهيوني ،
ولم تتحرك الصين الرسمية قط ،
فقد كانت منشغلة
بالاحتفال بمرور ثلاثين عاما على إقامتها علاقات دبلوماسية مع أميريكا ،
وإن كانت شوارعها قد شهدت مظاهرات ضعيفة للغاية نددت بما يحدث في غزة
وعلى
الرغم من هذا الموقف المخزي ،
فإن كثيراً من المحللين السياسيين ،
يتوقعون
أن الصين سوف تتبوأ الصدارة في قيادة العالم خلال الربع الأول من القرن
الحالي(الحادي والعشرين الميلادي)، ويستندون في ذلك إلى عوامل مختلفة منها:
1- إن الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها القوة الأعظم حالياً سوف تأخذ في
الانهيار بفعل قوى متعددة كالديون والبطالة والتمييز العنصري ومحاولات بعض
الولايات الغربية الاستقلال.. والكوارث البيئية ...إلخ،
وذلك خلال السنوات
العشرين الأولى من هذا القرن.
2- إن القوتين المرشحتين لخلافة أمريكا في قيادة العالم هما: الصين
والاتحاد الأوربي.
وبما أن الاتحاد الأوربي تحكمه خلافات عرقية متعددة
ونزاعات مصالح اقتصادية متعددة؛
فقد يفقد قدرته على التوحد مقارنةً بالصين.
3- إن الصين -التي تتظاهر دائماً بأنها دولة نامية- تتبع سياسة انتشار
هادئة ودقيقة ومنظمة من خلال نشر ثقافتها ومنتجاتها ودخولها في عدد من
الاتفاقيات التجارية على أوسع نطاق عالمياً ومن ثم فإنها كالنمر الرابض
الذي سيثور فجأة ليفترس كل من يهدد حياته.
وهي بحكم كثافتها البشرية (1.4
مليار) التي تمثل "سدس" العالم تقريباً قادرة على تجييش الجيوش التي
تستخدم ما لديها من أسلحة من ضمنها أسلحة دمار شامل.
لهذا كله، يهمنا كمسلمين أن نوثق علاقاتنا بالصين،
وأن نتعرف أكثر هوية
هذا الشعب العجيب الغريب.
ويأتي في المقام الأول -في هذا الصدد- أن نتعرف
واقع مسلمي الصين،
وما ينتظرهم من مستقبل.
متى أسلم الصينيون؟:
لقد دخل الإسلام الصين في وقت مبكر جداً من ظهور الإسلام،
فهناك روايتان
إحداهما ضعيفة -في نظرنا- لعدم وجود ما يؤيدها في كتب السيرة والسنة التي
بين أيدينا برغم أنها الرواية الأكثر شيوعاً بين الصينيين،
وتزعم هذه
الرواية أن الإسلام دخل إلى الصين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على يد
الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما بعثه النبي استجابةً لرغبة
ملك الصين.
والرواية الثانية وردت عند الطبري،
وتؤيدها المدونات التاريخية الصينية
وخلاصتها:
أن القائد المسلم "قتيبة بن مسلم الباهلي"
هو الذي فتح الصين
سنة 96 هجرية، في عهد الامبراطور (يونج هوي 651م)،
وتقول هذه الرواية: إن
ملك الصين اجتمع بالوفد الذي أرسله إلي قتيبة عارضاً إما الحرب أو الدخول
في الإسلام أو الجزية. وكان الوفد يتكون من عشرة من جيش قتيبة، وقد حملهم
قتيبة رسالة بالمعنى السابق وذيّلها بقوله: إنه أقسم ألا ينصرف حتى يطأ
أرضهم، ويختم ملوكهم، ويجبي خراجهم،
ورأى ملك الصين أن يبعث إليه بصحاف من
ذهب فيها تراب من أرضه حتى يطأه بقدمه إبراراً بقسمه.
كما بعث إليه حريراً
وذهباً وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ختمهم قتيبة وأعادهم وأخذ الذهب.
وكان نزول قتيبة في منطقة (كاشغر) التي ذكرها الطبري وهي أقرب بلاد الصين
إلى ما كان المسلمون قد فتحوه من بلاد ما وراء النهر، وهي تقع حالياً في
مقاطعة (شينج يانج) غربي الصين.
وفيما تلا ذلك من سنوات تزايدت وفود العرب إلى الصين لأهداف تجارية
ودعوية؛
مما أدى إلى سِرعة انتشار الإسلام في الصين.
وإن كان هذا الانتشار
محدوداً بالقياس إلى عدد سكان الصين.
الوضع الحالي لمسلمي الصين:
في الصين عدد من المسلمين -طبقاً لتقديرات سنة 2001م حسبما بثته قناة
المعلومات الإسلامية المستقلة- يتراوح بين 35 إلى 40 مليون مسلم، وفيها
أربعة وثلاثون ألف مسجد،
وأكثر من أربعمئة منظمة إسلامية. وترجع صعوبة
معرفة العدد الحقيقي للمسلمين إلى أن الحكومة تقيم إحصاءاتها الرسمية على
القوميات لا الديانات.
ولكن مشكلة هؤلاء المسلمين أنهم
[وإن كان عددهم
يعادل عدد سكان دولة مسلمة بكاملها]
لا يمثلون ثقلاً سياسياً في الصين،
لأنهم لا يؤلفون -فيما بينهم- جماعة واحدة لها مصالح مشتركة Imagined
Community. بل إنهم متفرقون في جماعات عرقية متعددة
. وقد صنفت الحكومة عشر
قوميات تضم غالبية المسلمين
-وليس كلهم- من مجموع ست وخمسين قومية!.
تعليم المسلمين في الصين:
كما هو الحال في البلدان الإسلامية جميعاً؛
بدأ تعليم المسلمين في بلاد
الصين من خلال المساجد، ثم الكتاتيب (المكاتب) التي تقوم بتحفيظ القرآن
الكريم حتى كان عام 1928 حين أنشئت "مدرسة التعليم الإسلامي" بشنغهاي
لإعداد أئمة مساجد ومعلمين للغة العربية.
وبعد عام أي في 1929 أنشئت في
المدينة ذاتها (الجمعية الإسلامية) لإعداد الأئمة وإنشاء وإدارة المدارس
ونشر الكتب الإسلامية بحيث صار للمسلمين أكثر من عشر صحف ومجلات وعشرون
مدرسة متوسطة وابتدائية إسلامية وانتشرت المراكز الإسلامية التعليمية.
وفي نوفمبر 1955 أنشئ المعهد الإسلامي في بكين لتثقيف المسلمين وإعداد الأئمة، وفي المعهد نوعان من الدراسة:
- دراسة عادية للطلاب المسلمين مدتها أربع سنوات.
- دراسة دينية خاصة للكبار مدتها ستة أشهر.
وتضم مكتبة المعهد حالياً خمسين ألف مجلد،
وثلاثة معامل للكيمياء والفيزياء والأحياء وبه كذلك متحف.
وقد يُصاب القارئ بالدهشة حين يقرأ أن عدد المساجد بالصين كان نحو 40 ألف
مسجد عام التحرير 1949، ثم صار 24 ألف مسجد، ثم 34 ألف مسجد، فهذا التناقض
مرجعه إلى المد والجزر الذي تمارسه الشيوعية بين حين وآخر مع المسلمين.
الدور التربوي للمساجد في الصين:
ومع ذلك فقد استطاعت التربية الإسلامية من خلال المساجد في الصين أن تحقق كثيراً من أهدافها:
1- توثيق صلة مسلمي الصين بالدول الإسلامية ومسلميها.
2- محافظة المسلمين في الصين على هويتهم فلم يذوبوا في الثقافة الكونفوشيوسية السائدة حولهم.
3- التقريب بين الفرق والمذاهب والجماعات الإسلامية المختلفة، وتأكيد أهمية وحدة المسلمين.
4- تخريج أعداد وفيرة من العلماء والمعلمين والأئمة ممن لهم دراية بثقافة
الصين وتقاليدها ودياناتها. وقد كان لهؤلاء الرواد من العلماء الصينيين
أثر بالغ في زيادة الإقبال على الإسلام، ومنهم ("وان داي يون"، و"ليوجي"،
و"ماجون" .. وغيرهم).
5- رفع المستوى الثقافي والأخلاقي للمسلمين الصينيين من خلال المناهج الدراسية الميسرة والممتعة.
ستقبل الإسلام في الصين ودور التربية:
يقع على عاتق التربية الإسلامية مهمة زيادة نشر الوعي بالإسلام بين
الصينيين لاسيما بعد أن سمحت بعض الجامعات الصينية بدراسة الإسلام في
تخصصاتها،
حيث تخرج دفعة ماجستير سنة 1986 في تخصص "الدراسات الإسلامية".
وقد حدث تقارب بين الإسلام والصين حيث أكد مسؤول وزارة شؤون الأديان في
المؤتمر الصيني السابع لمجلس الشعب في بكين هذا التقارب،
ونتج عن ذلك صدور
قرار باعتبار (الجمعية الإسلامية الصينية مسؤولة عن الإشراف على إدارة
وتنظيم المساجد،
وبذلك أصبحت الجمعية مسؤولة رسمياً عن تعيين الأئمة،
وتجري لهم امتحانات في مقرها في بكين قبل تسلميهم العمل.
- كما تمثل الجمعية الدولة في استقبال الوفود الإسلامية ومرافقتها.
وحتى يتعزز هذا الدور، خاصة في ظل الهجمة الغربية على الإسلام بعد أحداث
11 سبتمبر في أميركا، ينبغي أن تسعى المنظمات الإسلامية إلى دعم الدور
التربوي للهيئات الإسلامية في الصين من خلال:
1- زيادة أعداد المنح الدراسية لأبناء الصين في الجامعات الإسلامية في الدول العربية.
2- تزويد مكتبات المساجد والمدارس الصينية بالكتب والمراجع وترجمات معاني القرآن الكريم.
3- مساعدة الأقلية المسلمة في الصين مادياً لدعم إنشاء مدارس أهلية لتعليم اللغة العربية لأبنائها.
4- تشجيع الترجمة من العربية إلى الصينية والعكس لزيادة التعاون المتبادل بين المسلمين.
5- إرسال وفود من رابطة العالم الإسلامي، والأزهر،
ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ للإصلاح والتوفيق بين التيارات المتناقضة في الصين.
- أن تقوم الهيئات السابقة باستضافة العلماء المسلمين الصينيين من حين آخر ليعايشوا البلاد العربية ويزوروا مكتباتها.
7- استخدام التكنولوجيا الحديثة (الأشرطة بأنواعها واللوحات والرسوم وشبكة
المعلومات الدولية) في تحقيق أكبر قدر من الثقافة الإسلامية للشباب الصيني
المسلم.
وتبادل زيارات طلاب الجامعات الصينية مع الجامعات الإسلامية
العربية.
