منتديات مفاتيح الجنة

زائرنا الحبيب أهلاً بك ومرحباً يمكنك الإطلاع أو نسخ الموضوعات دون التسجيل أو إضافة ردود ويسعدنا إنضمامك الينا بتسجيلك بالمنتدي والله المستعان

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مفاتيح الجنة

زائرنا الحبيب أهلاً بك ومرحباً يمكنك الإطلاع أو نسخ الموضوعات دون التسجيل أو إضافة ردود ويسعدنا إنضمامك الينا بتسجيلك بالمنتدي والله المستعان

منتديات مفاتيح الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مفاتيح الجنة

* إسلامي قائم علي الكتاب والسنة * { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }


    الحكمة من خلق الخلق

    زين
    زين



    الساعة الآن :
    ذكر
    العمر : 65
    الهوايات : الاطلاع علي كل مايختص بالاسلام ، والكمبيوتر
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : 31/08/2007
    عدد الرسائل : 6082
    البلد : المدينة : مصر : القاهرة
    علم بلدك : الحكمة من خلق الخلق Egyptc10
    الاوسمة : الحكمة من خلق الخلق Wms59811
      دعاء : الا بذكر الله تطمئن القلوب

    ÇÚÖÇÁ الحكمة من خلق الخلق

    مُساهمة من طرف زين الإثنين يوليو 07, 2008 9:30 pm

    الحكمة من خلق الخلق
    اعلم – أرشدك الله – أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق من خلقه شيئاً عبثاً ولا سُدىً. قال تعالى : [وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ] {ص:27}
    وقد وبخ الله المشركين الذين لا يعبدون الله تعالى، فقال : [أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ] {المؤمنون:115} .
    يعني : أظننتم أنكم مخلوقون عبثاً بلا حكمة، وقيل: أظننتم أنكم خلقتم للعبث واللعب، لا ثواب ولا عقاب، [وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ]، ثم نزّه سبحانه نفسه عن ظنهم هذا فقال، [فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ] {المؤمنون:116} أي : تقدس أن يخلق شيئاً عبثاً، فإنه الملك الحق المنزه عن ذلك، [لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ] {المؤمنون:116} .
    وقال تعالى : [أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى] {القيامة:36} . قال السُّدي : أي : لا يبعث ؟!، وقال الشافعي ومجاهد وابن زيد: يعني: لا يؤمر ولا ينهى ؟!
    قال ابن كثير رحمه الله: (والظاهر أن الآية تعمُّ الحالين، أي: ليس يُترك في هذه الدنيا مُهملاً لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سُدًى لا يُبعث، بل هو مأمور منهي في الدنيا، محشورٌ إلى الله في الآخرة).
    وقد أوضح الله الحكمة من خلق الإنسان أوضح بيان فقال تعالى : [وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ] {الذاريات:56} . فتبين من ذلك أن الحكمة من خلقه هي القيام لله بحق العبودية.
    قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله :
    أعلم بأن الله جلّ وعلا لم يترك الخلف سُدى وهملا
    بل خلق الخلق ليعبدوه وبالإلـهـيـة يـــفـدوه
    ومعنى العبادة في اللغة : التذلل والانقياد، يقال طريق معبَّد، أي: مذلل.
    ومعناها في الشرع- : كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - : (هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
    وجماع العبادة: كمال الحب لله عز وجل مع كمال الذل له سبحانه.
    ***
    الميثاق الذي أخذه الله على العباد:
    قال تعالى: [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ] {الأعراف:172 - 173}
    وقد اختلف العلماء في حقيقة هذا الميثاق على قولين:
    القول الأول: أنه على ظاهره كما ورد في الآية:
    وذلك بأن الله كلّمهم، وكلّموه، وأخذ عليهم الميثاق وأشهدهم على أنفسهم، ويؤيد هذا ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام، بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلَّمهم قُبُلا: : [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ* أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ].
    ومعنى قُبُلاً : أي مواجهة.
    القول الثاني: أنه ميثاق الفطرة:
    قال ابن كثير رحمه الله: وذهب طائفة من السلف والخلف إلى أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \ "كل مولود يولد على الفطرة – وفي رواية على هذه الملة – فأبواه يُهوَّدانه ويُنصَّرانه ويُمجَّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ".
    و "الجمعاء " : الكاملة الخلقة، و "الجدعاء " : مقطوعة الأنف.
    وعلى هذا التقرير فيكون معنى الآية : أن الله أوجدهم شاهدين بذلك قائلين بلسان حالهم لا بالمقال ]لأن الشهادة تكون بالحال كما تكون بالقول كقوله تعالى : [مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ] {التوبة:17}. أي : حالهم شاهد بذلك.
    الجمع بين القولين:
    قال الشيخ حافظ أحمد حكمي رحمه الله في كتابه "معارج القبول " : (ليس بين التفسيرين منافاة، ولا مضادة، ولا معارضة، فإن هذه المواثيق كلها ثابتة بالكتاب والسنة:
    الأول: الميثاق الذي أخذه الله تعالى عليهم حيث أخرجهم من ظهر أبيهم آدم عليه السلام، وأشهدهم على أنفسهم [أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى] الآيات، وهو الذي قاله جمهور المفسرين رحمهم الله في هذه الآيات، وهو نص الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما.
    الثاني: ميثاق الفطرة وهو أنه تبارك وتعالى فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميثاق الأول، كما قال تعالى [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ] {الرُّوم:30}، وهو الثابت في حديث أبي هريرة وعياض بن حمار والأسود بن سريع رضي الله عنهم، وغيرها من الأحاديث في الصحيحين.
    الثالث: هو ما جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب تجديداً للميثاق الأول وتذكيراً به [رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا] {النساء:165}، فمن أدرك هذا الميثاق وهو باقٍ على فطرته التي هي شاهدة بما ثبت في الميثاق الأول فإنه يُقبل ذلك من أول مرة ولا يتوقف، لأنه جاء موافقًا لما في فطرته وما جبله الله عليه، فيزداد بذلك يقينه، ويقوى إيمانه، فلا يتلعثم، ولا يتردد.
    ومن أدركه وقد تغيرت فطرته عمّا جبله الله عليه من الإقرار بما ثبت في الميثاق الأول بأن كان قد اجتالته الشياطين عن دينه وهوّده أبواه، أو نصّراه، أو مجساه فهذا إن تداركه الله برحمته فرجع إلى فطرته وصدّق بما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب نفعه الميثاق الأول والثاني، وإن كذب بهذا الميثاق كان مكذبًا بالأول والثاني فلم ينفعه إقراره به يوم أخذه الله عليه.
    ومن لم يدرك هذا الميثاق بأن مات صغيرًا قبل التكليف مات على الميثاق الأول على الفطرة، فإن كان من أولاد المسلمين فهم مع آبائهم، وإن كان من أولاد المشركين فالله أعلم بما كانوا عاملين).
    قلت : فعلى هذا فإن الله عز وجل – برحمته – لم يؤاخذ الخلق بمجرد الميثاق الأول، وإن كان وحده يكفي في إقامة الحجة عليهم، لكنه لا يؤاخذهم حتى يرسل الرسل، ويقيم عليهم الحجة بهم، ولذلك قال تعالى : [وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا] {الإسراء:15}، وسوف نسوق بإذن الله تعالى ما يتعلق بأصول الإيمان التي ينبغي للمسلم أن يكون على إلمام بها وهي ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر.

    ***

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:09 am