وأحب أن أنقل لكم هذا البحث الذى قد كتبه أخ فاضل فى أحد المنتديات فقمت بنقله
لكم حتى تزيدالفائدة إن شاء الله تعالى :
منقول
موضوع الرسالة: أبوي النبي
إيذائهم للنبى " صلى الله عليه وسلم "
فى آبويه وادعائهم أنهما ليسا
من أهل الجنة
وللرد عليهم نورد هذا المبحث البسيط للدكتور / طه حبيشى من علماء الأزهر الشريف من كتابه " زهرة بنى زهره "
وأعتذر لأخوانى عن طول المقال إلا أننى أردت أن أذكره كاملاً كما هو فارجوا من أخواني الانتباه للآتي عند القراءة:-
1- كلامه عن أمهات الانبياء عليهم السلام.
2- بحثه للأحاديث التى وردت وصحتها من حيث السند والمتن وقول العلماء فيها.
3- الآيات القرآنية التي وردت وأعتمد عليها المتملسفه فى قولهم وهل هي مدنية أم مكية وهل نزلت في حق عمه r أو في حق أبوي النبي0
لقد جاء عظيم الساحة الى الساحة على مقتضى الاسباب التى اقتضت سنة الله ان ياتى عليها الى الدنيا ككل حي ؛ لان هذه الاسباب هى سنة الله الجارية فى الخلق ؛ لم يخرج عنها الا احاد اقتضتها قضية الخلق وابراز قدرة الله بين الخالقين .
ولقد جاء عظيم الساحة من ابوين هما : عبد الله بن عبد المطلب ، وآمنة بنت وهب.
واذا كان المرء احيانا يشرف ابويه ؛ فأن الابوين يرتفع ذكرهما بذكر ابنائهما او بعضهم لو كان للابناء او بعضهم ذكر .
فالله لم يشأ ان يقطع الاباء عن الابناء فخير الآباء الى الابناء نازل ولم يشأ ان يقطع الابناء عن الاباء فخير الابناء الى الاباء صاعد .
فعندما تقرأ القرآن الكريم فتجد الاباء من الانبياء الصالحين ؛ لا يفتأ الواحد منهم يدعو لذريته ؛ من رأى منهم ومن لم ير .
فإبراهيم وإسماعيل ينتهيان من اكبر عمل صالح ثم يسألان الله القبول منهما والدعاء لأنفسهما وذرياتهما ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك"
البقرة أية 128 .
وابراهيم من قبل قد دعا الدعوة نفسها لاسماعيل وبنيه " ربنا انى اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" إبراهيم أية 37.
وهذه امرأة عمران وضعت مريم ووهبتها لبيت الله خادمة له ؛" فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى صاعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" آل عمران اية 36.
والصالح من البشر ان استقام على مقتضى فطرته تجده يقول فى ضراعته "رب اوزعنى ان اشكر تعمتك التى انعمت على وعلى والدى وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لى فى ذريتى انى تبت اليك وانى من المسلمين" الأحقاف أية 15.
والله عز وجل يستجيب لهذه الضراعات فيقول "والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم عن عملهم من شىء" الطور أية 21.
ويأتى رسول الله r من عبد الله وآمنة على رأس الاوفياء فما كان يوما يمر بقبر امه الا ويجلس الى هذا القبر منفردا يناجى ربه فى شأنها بما لا نعلمه من المناجاه.
ثم ينصرف النبى عن قبر امه وآثار التاثر بادية عليه ؛ فهو يذكر لأمه احوالا وأياما قضتها معه .
وهو يذكر لأمه شفقتها به ورحمتها له .
وهو يذكر لأمه ان زوجها قد رحل عنها وما يزال وميض المسك يلمع فى مفرقة وخضاب العرس لم يغادر اطراف آمنة بعد .
وهو يذكر لأمه ما قاسته بعد فراق زوجها من الوحدة تعانى فيها ومعها اوزار الترمل الثقال .
ان النبى ينصرف عن قبر امه وقد ذكر ما ذكر من احوالها فيأخذ ما يأخذ الابن اذا ذكر أحد أبويه فتجيش به نفسه ؛ وتدمع على اثر هذا التأثر .
عيناه ؛ ويبكى ما شاء الله له ان يبكى ؛ ويبكى صحابته لبكائه متأثرين بحال نبيهم وما يعتريه .
ولا أظن ولا أحد غيري يظن أن النبي سيكون من بين العالمين ؛ هو الذى يتنكر لفضل أمه عليه لا يدعو لها بالرحمة ؛ ولا يخاطب ربه فى شانها على نحو ما قال ربنا فى خطاب عام : " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " .
ونحن لا نلتفت الى ما التفت أليه بعض الناس حين قالوا :
ان النبى قد نهى عن ان يستغفر لامه او يتحدث الى ربه فى شأنها .
والذين قالوا : ان النبى قد نهى عن ان يستغفر لآمنة استندوا الى حديث يمكن ان نسميه بحديث الزيارة .
واجمال هذا الحديث من جميع طرقة : أن رسول الله r قد ذهب ألي قبر آمنة زهرة بني زهرة وأم النبي يزورها ثم عاد متأثرا باكيا فلما سئل عن ذلك قال : انه قد استأذن ربه في زيارة قبر أمه فأذن الله له ثم سال ربه في الاستغفار لها فلم يأذن الله له ثم كانت هذه الزيارة وما ألم بها سببا في نزول آية براءة وهى قوله تعالى : " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم أصحاب الجحيم "التوبة أية 113 .
وهذا الحديث بجميع طرقه لم يرد فى كتاب من الكتب الستة ؛ وانما هو قد اخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود ؛ واخرجه احمد من حديث بريده ؛ كما اخرجه الطبرانى من حديث ابن عباس ولقد نظر ابن حجر العسقلانى الى هذا الحديث نظرة عامة تشمل جميع طرقه ؛ ثم نبه الى قاعدة عامة وهى ان صحة السند لا تستلزم صحة المتن – وعليه فقد استنتج الرجل ان من صحح هذا الحديث فى احسن احواله انما ذهب الى تصحيح السند فقط اما المتن لا يصح لمعارضته للواقع .
هذا كلام ابن حجر .
لكم حتى تزيدالفائدة إن شاء الله تعالى :
منقول
موضوع الرسالة: أبوي النبي
إيذائهم للنبى " صلى الله عليه وسلم "
فى آبويه وادعائهم أنهما ليسا
من أهل الجنة
وللرد عليهم نورد هذا المبحث البسيط للدكتور / طه حبيشى من علماء الأزهر الشريف من كتابه " زهرة بنى زهره "
وأعتذر لأخوانى عن طول المقال إلا أننى أردت أن أذكره كاملاً كما هو فارجوا من أخواني الانتباه للآتي عند القراءة:-
1- كلامه عن أمهات الانبياء عليهم السلام.
2- بحثه للأحاديث التى وردت وصحتها من حيث السند والمتن وقول العلماء فيها.
3- الآيات القرآنية التي وردت وأعتمد عليها المتملسفه فى قولهم وهل هي مدنية أم مكية وهل نزلت في حق عمه r أو في حق أبوي النبي0
لقد جاء عظيم الساحة الى الساحة على مقتضى الاسباب التى اقتضت سنة الله ان ياتى عليها الى الدنيا ككل حي ؛ لان هذه الاسباب هى سنة الله الجارية فى الخلق ؛ لم يخرج عنها الا احاد اقتضتها قضية الخلق وابراز قدرة الله بين الخالقين .
ولقد جاء عظيم الساحة من ابوين هما : عبد الله بن عبد المطلب ، وآمنة بنت وهب.
واذا كان المرء احيانا يشرف ابويه ؛ فأن الابوين يرتفع ذكرهما بذكر ابنائهما او بعضهم لو كان للابناء او بعضهم ذكر .
فالله لم يشأ ان يقطع الاباء عن الابناء فخير الآباء الى الابناء نازل ولم يشأ ان يقطع الابناء عن الاباء فخير الابناء الى الاباء صاعد .
فعندما تقرأ القرآن الكريم فتجد الاباء من الانبياء الصالحين ؛ لا يفتأ الواحد منهم يدعو لذريته ؛ من رأى منهم ومن لم ير .
فإبراهيم وإسماعيل ينتهيان من اكبر عمل صالح ثم يسألان الله القبول منهما والدعاء لأنفسهما وذرياتهما ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك"
البقرة أية 128 .
وابراهيم من قبل قد دعا الدعوة نفسها لاسماعيل وبنيه " ربنا انى اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" إبراهيم أية 37.
وهذه امرأة عمران وضعت مريم ووهبتها لبيت الله خادمة له ؛" فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى صاعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" آل عمران اية 36.
والصالح من البشر ان استقام على مقتضى فطرته تجده يقول فى ضراعته "رب اوزعنى ان اشكر تعمتك التى انعمت على وعلى والدى وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لى فى ذريتى انى تبت اليك وانى من المسلمين" الأحقاف أية 15.
والله عز وجل يستجيب لهذه الضراعات فيقول "والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم عن عملهم من شىء" الطور أية 21.
ويأتى رسول الله r من عبد الله وآمنة على رأس الاوفياء فما كان يوما يمر بقبر امه الا ويجلس الى هذا القبر منفردا يناجى ربه فى شأنها بما لا نعلمه من المناجاه.
ثم ينصرف النبى عن قبر امه وآثار التاثر بادية عليه ؛ فهو يذكر لأمه احوالا وأياما قضتها معه .
وهو يذكر لأمه شفقتها به ورحمتها له .
وهو يذكر لأمه ان زوجها قد رحل عنها وما يزال وميض المسك يلمع فى مفرقة وخضاب العرس لم يغادر اطراف آمنة بعد .
وهو يذكر لأمه ما قاسته بعد فراق زوجها من الوحدة تعانى فيها ومعها اوزار الترمل الثقال .
ان النبى ينصرف عن قبر امه وقد ذكر ما ذكر من احوالها فيأخذ ما يأخذ الابن اذا ذكر أحد أبويه فتجيش به نفسه ؛ وتدمع على اثر هذا التأثر .
عيناه ؛ ويبكى ما شاء الله له ان يبكى ؛ ويبكى صحابته لبكائه متأثرين بحال نبيهم وما يعتريه .
ولا أظن ولا أحد غيري يظن أن النبي سيكون من بين العالمين ؛ هو الذى يتنكر لفضل أمه عليه لا يدعو لها بالرحمة ؛ ولا يخاطب ربه فى شانها على نحو ما قال ربنا فى خطاب عام : " وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " .
ونحن لا نلتفت الى ما التفت أليه بعض الناس حين قالوا :
ان النبى قد نهى عن ان يستغفر لامه او يتحدث الى ربه فى شأنها .
والذين قالوا : ان النبى قد نهى عن ان يستغفر لآمنة استندوا الى حديث يمكن ان نسميه بحديث الزيارة .
واجمال هذا الحديث من جميع طرقة : أن رسول الله r قد ذهب ألي قبر آمنة زهرة بني زهرة وأم النبي يزورها ثم عاد متأثرا باكيا فلما سئل عن ذلك قال : انه قد استأذن ربه في زيارة قبر أمه فأذن الله له ثم سال ربه في الاستغفار لها فلم يأذن الله له ثم كانت هذه الزيارة وما ألم بها سببا في نزول آية براءة وهى قوله تعالى : " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم أصحاب الجحيم "التوبة أية 113 .
وهذا الحديث بجميع طرقه لم يرد فى كتاب من الكتب الستة ؛ وانما هو قد اخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود ؛ واخرجه احمد من حديث بريده ؛ كما اخرجه الطبرانى من حديث ابن عباس ولقد نظر ابن حجر العسقلانى الى هذا الحديث نظرة عامة تشمل جميع طرقه ؛ ثم نبه الى قاعدة عامة وهى ان صحة السند لا تستلزم صحة المتن – وعليه فقد استنتج الرجل ان من صحح هذا الحديث فى احسن احواله انما ذهب الى تصحيح السند فقط اما المتن لا يصح لمعارضته للواقع .
هذا كلام ابن حجر .